أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
لم تخرج كلمة "اغتيال" حتى الآن من قاموسنا ومن حياتنا، وربما يتناقص عدد الذين يفقدون حياتهم بسبب الأحداث السياسية، لكننا كنا نعتقد أنْ لا نرجع إلى مصطلح ومفهوم "الاغتيال السياسي" مرة أخرى، هكذا كنا نأمل، إلا أنّ الواقع مختلف، وما جرى خلال الأيام الماضية يثبت حقيقة ذلك.
لاحظنا في الفترة الأخيرة استخدام العديد من الأشخاص لكلمة "اغتيال"، ليصف حدثا هنا أو هناك، سواء خلال المراسلات التي تتم بين الأشخاص، أو من خلال الكتابة في وسائل الإعلام المختلفة، وحسب الأخبار فإنّ جماعة فتح الله غولن وحتى أعضاء من حزب الشعب الجمهوري كانوا يؤمنون بهذه الكلمة وأرادوا استخدامها خلال الفترة المقبلة.
المحادثة التي تمت بين حساب على الانترنت باسم فؤاد عوني وبين أوموت أوران أحد أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض، كانت تضم في ثناياها مواضيع عدة تحدث عنها الاثنان، وفي الأخير كان فؤاد عوني يشرح خطة لاغتيال سمية اردوغان ابنة رئيس الجمهورية.
لم تكن المواضيع الأخرى التي تناولتها المحادثة بين الاثنين، اهتمام الصحافة التركية، بما فيها القنوات التلفزيونية وتقارير المراسلين وآراء المحللين والبرامج الحوارية، بينما اهتمت الصحافة بشدة بالقسم الأخير المتعلق بالتحضيرات لاغتيال ابنة رئيس الجمهورية، وتحرك القضاء أيضا في هذا الموضوع.
بدأ البحث مطولا عن الشخص أو الأشخاص الذين يديرون حساب فؤاد عوني على تويتر، والذي كان ينشر أخبار العمليات والحملات التي ستشنها الحكومة ضد جماعة غولن قبل حدوثها، وبعد محاولات حثيثة تم التوصل إليه، فالأخبار تشير إلى أحد المنتسبين لجماعة غولن والكاتب في إحدى صحفهم، موظف الشرطة السابق إمره أوصلو.
تضم تفاصيل المحادثات بين أوموت وأوران أحد أعضاء حزب الشعب الجمهوري مع فؤاد عوني، قضايا ومواضيع مختلفة منها ما هو متعلق بالانتخابات ومنها ما هو متعلق بالتنصت على الدولة، لكن أكثر شيء كان ملفت للنظر ومثير للاهتمام هو موضوع التحضير لخطة تهدف إلى اغتيال ابنة رئيس الجمهورية، لكن أوموت أوران رفض هذه الاتهامات، معتبرا أنّ ما يجري هو "مؤامرة من جهاز الاستخبارات"، لكن كلامه هذا لا يبدو مقنعا، فلو أنّ جهاز الاستخبارات أو غيره متورط بالتحضير لخطة اغتيال سمية، لما استخدموا اسم ابنة رئيس الجمهورية بصورة مباشرة بهذه الطريقة.
ربما يستنكر البعض محاولة بعض الأشخاص الحاقدين والكارهين لاردوغان من استهداف ابنته، فكيف لهم أنْ يكونوا بلا مشاعر ولا أحاسيس ليستهدفوا ابنة رئيس الجمهورية بسبب حقدهم وكرههم على أبيها.
لكن في المحصلة عادت كلمة اغتيال بأبعادها القذرة إلى الواجهة مجددا، ولن ينتهي الأمر باعتبار ما جرى مجرد "مؤامرة"، ولا يمكن لهذا الموضوع أنْ ينتهي بهذه الصورة.
وبكل تأكيد سيتم تتبع مصادر الأموال التي دُفعت وكذلك سيتم تتبع الذين استلموها والتي تم الحديث عنها في المراسلات بين أوموت أوران وفؤاد عوني، وبعدها سيتم التحقيق مع الأشخاص المتورطين، وبلا شك سيتم التوصل إلى حقائق وكشف لأمور ربما لا تخطر على بالنا الآن، ولا نتوقعها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس