ترك برس
بفضل أدائها على مدار السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى مزاياها اللوجستية، أصبحت مدينة الميناء الصناعي في شمال غرب تركيا، كوجايلي Kocaeli، قلبَ الصناعة التركية وواحدةً من الولايات الرائدة التي تساهم في الاقتصاد التركي.
أصبحت كوجا إيلي، وهي واحدة من المدن الصناعية والموانئ الرئيسية في تركيا، مركزًا للتكنولوجيا والابتكار من خلال استثمارات الدولة الأخيرة فيها ودعم القطاع الخاص.
تعد كوجايلي، وهي مدينة صناعية في شمال غرب تركيا، من خلال وظائفها وإنتاجها وتجارتها وأدائها، واحدةً من المدن التي تقدّم مساهمةً قويةً في تحقيق رؤية جعل تركيا واحدةً من أكبر عشر اقتصادات في العالم، على الرغم من انخفاض تصنيفها بين 81 ولاية في تركيا من حيث عدد السكان والمساحة السطحية.
باعتبارها ممرًّا انتقاليًّا مهمًّا بين أوروبا وآسيا، تُعدُّ كوجايلي من بين الولايات الرائدة التي تساهم في الطاقة الإنتاجية في الصناعة التركية. تضمُّ المدينة، التي تمتلك 13 في المئة من إجمالي الصناعة التحويليّة التركية، ما يقرب من ألفين و300 من الاستثمارات الصناعية الكبرى، 250 منها يتمُّ تمويلُها من قبل رأس مال أجنبي.
تتمتّع المدينة، التي لديها أكبر ميناء في تركيا وتحتلُّ المرتبة الثامنة في أوروبا في هذا الصدد، بمزايا لوجستيّة مهمّة من حيث التخزين والطرق السريعة والسكك الحديدية والنقل البحريّ والجوّيّ. في عام 2002، كانت حصة المدينة في إجمالي صادرات البلاد 3.5 في المئة. مع حجم الصادرات من 14 مليار دولار في عام 2018، ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 9 في المئة.
كما تملك بنية تحتية صناعية يمكنها الإنتاج والتصدير في كل قطاع تقريبًا، وقد كانت 90 شركة فقط من شركاتها حائزة على شهادة حافز استثماري في عام 2002، بينما حصلت 2000 شركة على هذه الشهادة خلال الـ 16 عامًا الماضية، وبالتالي تم تحقيق استثمار رأسمالي ثابت بمقدار 54 مليار ليرة تركية (تعادل 9.37 مليار دولار تقريبا).
ومع الحوافز، دخلت كوجايلي المراكز الثلاثة الأولى في استثمارات رأس المال الثابت، وأوجدت فرص عمل إضافية لـ 89 ألف شخص، كما اكتسبت بُنى تحتية قوية للإنتاج في مجالات السيارات والحديد والصلب.
كما أثمرت الخطوات التي اتّخذتها الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) للقيام بدورٍ أكثر نشاطًا في اقتصاد كوجايلي. حيث كانت 49 شركة صغيرة ومتوسطة في المدينة فقط تستفيد من دعم إدارة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة (KOSGEB) في عام 2002، لكن هذا الرقم ارتفع خلال الستة عشر سنة الماضية ليصل إلى تسعة آلاف ومئة بعد إنشاء خمس مناطق صناعية منظّمة جديدة في المدينة، ممّا يوفّر فرص عملٍ لـ 17 ألف شخص.
وبدعمٍ من الحكومة التركية، تتّخذ مدينة كوجايلي خطوات حازمة نحو أن تصبح عاصمة التكنولوجيا. ففيما يتعلّق ببيانات براءات الاختراع، وهي مؤشر مهم يقيس مدى ابتكار المؤسسات، تعدُّ كوجايلي من بين أفضل خمس ولايات حصلت على أكبر عدد من طلبات البراءات في عام 2018.
ارتفع عددُ طلبات البراءات السنوية، من 14 طلبًا في عام 2002، ليصل إلى ألفين و385 طلبًا في هذه الفترة. في عام 2018، جاء 4 في المئة من طلبات البراءات البالغ عددها سبعة آلاف و349 في تركيا من كوجا إيلي.
وبالإضافة إلى دعم الإنتاج في فترة الـ 17 عامًا الماضية، تمّ تقديم دعمٍ كبيرٍ للبحث والتطوير (R&D)، وهو أمرٌ ذو أهمية كبيرة من حيث زيادة القدرة التنافسية. فتمّ إنشاءُ نظامٍ بيئيٍّ للبحث والتطوير تقريبًا من نقطة الصفر في كوجايلي، التي كانت تتمتّع ببنية تحتية ضعيفة جدًا قبل عام 2002.
ومن خلال الجمع بين الجامعة والقطاع الحقيقي والجمهور بأكثر الطرق فعالية، أصبحت المدينة تتقدّم بثقةٍ نحو أن تصبح مركز التكنولوجيا. وباعتبارها مقرًّا لمجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا، توبيتاك (TÜBİTAK)، وأكبر حرم لمعهد المعايير التركية (TSE)، ووادي المعلوماتية، تستضيف المدينة اليوم مراكز بحث وتطوير وتصميم بعدد 143 شركة، محلية وأجنبية.
في كوجايلي، وهي واحدة من أكثر المدن تقنيّة في تركيا مع خمسة مرافق رئيسية، تركز 446 شركة على أنشطة البحث والتطوير المكثفة. وقد بلغت المبيعاتُ في مواقع التكنوبارك (حدائق التقنية) 7 مليارات ليرة تركية (تعادل 1.1 مليار دولار تقريبا)، بينما زاد حجم الصادرات إلى 400 مليون دولار.
تمّ إطلاق وادي المعلوماتية، أحد المشاريع المهمة التابعة لوزارة الصناعة والتكنولوجيا، في كوجايلي خلال هذه الفترة، ليكون مركزًا وطنيًّا ودوليًّا للابتكار. وقد تمّ الانتهاء من الجزء الأول من المرحلة الأولى، في حين تمّ التخطيط للجزء الثاني ليكون جاهزًا للعمل في فترة زمنية قصيرة جدًا.
يهدف هذا البرنامج إلى توفير تدريب لألفين و500 شخص سنويًّا في مركز التميز الهندسي التطبيقي المتقدم، والذي يتمُّ إنشاؤه حاليًّا في المنطقة الصناعية المتخصصة (İMES Makina Specialized OIZ) لزيادة قدرة الشركات على تطوير منتجاتٍ مبتكرة.
نقلت وكالة الأناضول عن الأمين العام لوكالة شرق مرمرة للتنمية (MARKA) مصطفى تشوب أوغلو قوله إن كوجايلي هي قلب الصناعة التحويلية التركية وأن المدينة شهدت تطوّرًا لا يُصدّق مقارنةً بالعام الماضي، وأضاف أن كوجايلي هي الأولى في الصادرات بعد إسطنبول مباشرة، وقد رفعت عدد العاملين فيها من 300 ألف إلى 550 ألف في هذه الفترة يعمل معظمهم في الصناعة التحويلية.
وأشار إلى أن المدينة شهدت تطورًا كبيرًا في الابتكار والتكنولوجيا في هذه الفترة، فقد شهدت زيادة كبيرة في تطبيقات العلامات التجارية وبراءات الاختراع ونماذج المنفعة، كما أن عدد طلبات براءات الاختراع زاد من 14 في عام 2002، إلى 294 في عام 2018.
وتابع تشوب أوغلو: "كوجايلي هي ولاية رائدة في إنتاج المنتجات التكنولوجية وذات القيمة المضافة العالية"، وأضاف: "أنتجنا منتجاتٍ تمّ تطويرُها في مراكز البحث والتطوير لصنّاعنا المحليين، بدلًا من تلك التي كان يتمّ تصميمُها خارج كوجايلي. لقد أخذنا المركز الثاني بعد إسطنبول في عدد مراكز البحث والتطوير والتصميم".
وفي إشارةٍ منه إلى ارتفاع عدد مراكز البحث والتطوير والتصميم من 16 في عام 2012 إلى 132 الآن، قال تشوب اوغلو إن هناك تطوّرًا جدّيًّا في هذا الصدد، "حيث سلّطنا الضوء على مئة ألف موظف في تكنولوجيا المعلومات سيتمُّ توظيفهم هنا عند الانتهاء من جميع مراحل وادي المعلوماتية... كوجايلي هي قاطرة الاقتصاد التركي التي ستقدم أقوى دعم في الوصول إلى أهداف تركيا في عامي 2023 و2071."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!