ترك برس
خلال زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لشبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي، في الذكرى الخامسة لضمها إلى روسيا، أعلن أنه وجه دعوة إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لحضور افتتاح المسجد المركزي في المدينة، وينتظر رد الزعيم التركي.
ويشير المحلل الأمريكي المقيم في روسيا ويوصف بأنه مقرب من الكرملين، أندرو كوريبكو، إلى أن توجيه الدعوة إلى الرئيس التركي لحضور افتتاح المسجد يعد أمرا مهما في حد ذاته؛ لأنه يؤكد على عمق الشراكة الاستراتيجية التركية الروسية التي تربط الدولتين، ولا سيما من ناحية تنسيق العلاقات الدينية بينهما بعد قرون من القتال حول هذه القضية تحديدا.
ويزعم كوريبكو في حديث لوكالة سبوتنيك، أن "هذه الدعوة تشير أيضا إلى أن الرئيس أردوغان خفف من تصريحاته الناقدة لضم شبه الجزيرة، وأنه منفتح على الاعتراف الفعلي بهذه الحقيقة الجيوسياسية إذا حضر بالفعل حفل الافتتاح."
ولكن المحلل الأمريكي يستدرك بالقول إن أردوغان قد لا يفعل ذلك بسبب الضغط الغربي عليه للحفاظ على الاتفاق نظريا على الأقل مع موقف حلف الناتو بأن ما حدث قبل خمس سنوات كان عملية ضم غير قانونية. وهذا هو السبب في أن الرئيس الروسي ألمح إلى رفض أردوغان للحضور بقوله سننتظر ونرى ما إذا كان لديه الوقت والفرصة للحضور.
على أن الرسالة الواضحة من توجيه الدعوة إلى الرئيس التركي، كما يرى كوريبكو، هي أن أحد القادة المسلمين الأكثر شهرة في العالم يرتبط بعلاقات ممتازة مع روسيا، إلى درجة أن الرئيس الروسي اعتقد أنه من المناسب دعوته إلى هذا الحدث الرمزي.
ويضيف كوريبكو أن رمزية الدعوة تكشف عن دوافع موسكو لمواجهة خطاب "صراع الحضارات" الذي يعد مخططًا جيو-استراتيجي لتقسيم الشرق وحكمه في القرن الحادي والعشرين، والرد على هذا الخطاب بتقارب الحضارات من خلال إظهار تراث القرم المسلم في روسيا ذات الأغلبية المسيحية الأرثوذوكسية كنموذج مثالي للتعاون المسيحي الإسلامي.
ولكن بعيدا عما يسميه المحلل الأمريكي ضغوطا من الناتو على أردوغان، فمن المؤكد أن القيادة التركية لن تقبل الدعوة الروسية، لا سيما أن موقفها المبدئي الذي أكدته عدة مرات آخرها في بيان الخارجية التركية الأسبوع الماضي، يشدد على دعمها لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ورفض ضم روسيا للقرم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!