ترك برس
أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عن وجود "تناقض" بين محاضر نتائج الانتخاب، وجداول فرز الأصوات في عموم مدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الحزب عمر تشيليك، خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة أنقرة للتعليق على نتائج الانتخابات المحلية التي جرت الأحد.
وفي وقت سابق قال نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية"، علي إحسان ياووز، إن 17 ألفا و410 أصوات فرزت من 309 صناديق في إسطنبول، كانت لصالح حزبه، لكنها سُجّلت في خانة أحزاب أخرى.
ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن تشيليك قوله إن هناك حالة عدم انسجام واضحة بين "محاضر نتائج الاقتراع وجداول عد وفرز الأصوات بصناديق أنقرة وإسطنبول".
وأكد تشيليك أنه من الطبيعي الطعن في نتائج الانتخابات لحل التناقض بين محاضر النتائج وجداول الفرز، داعيًا إلى احترام حق الاعتراض.
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية للانتخابات المحلية، حصول مرشح حزب "العدالة والتنمية" لرئاسة بلدية مدينة إسطنبول بن علي يلدريم، على 48.53% من الأصوات، مقابل 48.78% لمرشح حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، أكرم إمام أوغلو.
ووفقًا للنتائج، فاز "تحالف الشعب" الذي شكّله حزب "العدالة والتنمية" مع حزب "الحركة القومية"، بفارق ملحوظ يتمثل بنسبة 51.74 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 37.64 في المئة لـ"تحالف الأمة" الذي يضم حزب "الشعب الجمهوري" وحزب "إيي" المعارضين.
ويرى مراقبون أن معركة الانتخابات البلدية في تركيا خلفت نقاشا وجدلا حادين حول خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم لرئاسة بلدية أنقرة الكبرى، وكذلك خسارته الأولية لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وهما أهم مدينتين في البلاد، فالأولى هي العاصمة السياسية والثانية تعرف بالعاصمة الاقتصادية.
وخسر حزب العدالة والتنمية البلديتين بعد أن قبض عليهما منذ تأسيسه طوال 17 عاما. ومنذ 25 عاما لم تسقط القلعتان من أيدي المحافظين إلا في معركة اليوم، أي منذ العام 1994 عندما فاز مرشحا حزب الرفاه الإسلامي مليح غوكتشيك في أنقرة، ورجب طيب أردوغان في إسطنبول.
الكاتب أحمد نعيم أوغلو، أرجع المسألة الجدلية بشأن النتائج إلى النظام الانتخابي، فالناخب يصوت لمرشح بلديته الصغرى ويصوت في ورقة أخرى لمرشح البلدية الكبرى، وبذلك يحصل المرشح للبلدية الكبرى على الأصوات الأعلى في عموم المحافظة بغض النظر عن البلديات المحلية الصغرى التي داخلها.
وأضاف نعيم أوغلو، في حديث لشبكة الجزيرة القطرية، أن المعارضة فازت بعدد قليل من البلديات الصغرى في أنقرة وإسطنبول، لكن الذي رجح فوزها بالبلدية الكبرى هو أن عدد الناخبين في المحليات الصغرى التي فازت بها يشكل كتلة تصويتية عالية نظرا للكثافة السكانية فيها، وضرب مثالا على ذلك بمدينتي تشانكيا ويني محله اللتين توازيان في عدد سكانهما المدن الفرعية الأخرى بمحافظة أنقرة.
وأشار أوغلو إلى أن نسبة التأييد للمعارضة في الضواحي القليلة التي فازت فيها عالية، ووصلت في بعضها إلى أكثر من 70%، مما جعل كتلتها التصويتية في المركز عالية.
ولفت الكاتب إلى أن توحد المعارضة مجتمعة خلف مرشح واحد في البلدية الكبرى رغم اختلاف أطيافها في البلديات المحلية، كان له الأثر الكبير على فوزها برئاسة البلدية الكبرى.
وأوضح أن مرشحيْ العدالة والتنمية في المحافظتين وخاصة في أنقرة لم يكونا منسجمين مع توجه الغالبية السكانية فيها، فأنقرة يغلب عليها الطابع القومي ودائما تبحث عن مرشح من أبنائها، أما مرشح "العدالة والتنمية" هناك فليس معروفا بتوجهه القومي ولا من أبناء أنقرة، بعكس منافسه الذي ذهبت الأصوات إليه حتى ممن صوتوا لحزب العدالة والتنمية في البلديات الصغرى.
ويعتقد نعيم أوغلو أن تراجع نسبة مشاركة المتدينين في المدينتين نتيجة الغضب من أداء العدالة والتنمية خصم من رصيد الحزب، فضلا عن أن كتلة منهم صوتت لصالح حزب السعادة المحافظ، فمثلا صوت لحزب السعادة أكثر من 100 ألف ناخب في إسطنبول، بينما كان الفارق بين مرشحي العدالة والتنمية والشعب أقل من 25 ألفا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!