ترك برس
نظّم "مركز دراسات الشرق الأوسط" (أورسام)، ندوة في قاعة مؤتمرات كلية العلوم السياسية بجامعة إسطنبول التركية، تحت عنوان ""الجزائر بعد بوتفليقة.. الطريق إلى الأمام".
والثلاثاء، أعلن البرلمان الجزائري، رسميًا، شغور منصب رئيس الجمهورية، وتولي عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان)، رئاسة الدولة 3 أشهر، تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية.
ومنذ نحو شهرين، تشهد البلاد احتجاجات واسعة، دفعت بوتفليقة إلى الاستقالة مطلع أبريل/ نيسان الجاري، بعد 20 عاما من الحكم؛ وما تزال متواصلة رفضا لاستمرار "تحكم رموز النظام بالبلاد"؛ بحسب محتجين.
الباحث السياسي التركي، أحمد أويصال، قال على هامش الندوة إن الحراك الجزائري أكثره إصلاحي، والمتظاهرون بعيدون عن الإسلام السياسي، فهذا لا يقلق محور القاهرة والرياض وأبوظبي، كما هو الحال في ثورات مصر أو تونس وسوريا.
وأشار أويصال، إلى أن "المتظاهرين منقسمون لقسمين، الأول مرحب بدور الجيش، والآخر ينتابه التوجس من المؤسسة العسكرية، وهذا ما يزيد من ضبابية المشهد".
وفي سياق ذي صلة، يرى الباحث التركي أن دعم فرنسا للواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش الليبي في الشرق، وتحركاتها هناك، مرتبطة بالجزائر.
وقال أويصال "تقليل دور باريس بالجزائر مؤخرا، أدى بها إلى محاولة تعويض تلك الخسارة في ليبيا"، حسب وكالة الأناضول التركية.
ووسط تنديد دولي واسع، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا؛ أطلق حفتر، الخميس الماضي، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، قابله احتشاد القوات الداعمة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا لصد هجومه.
وأوضح أويصال، أن "هناك مصالح مهمة للغرب، لاسيما لفرنسا والولايات المتحدة في الجزائر، وعندهم طموحات استعمارية كلاسيكية ما زالت مستمرة في هذا البلد العربي".
بدوره، قال الباحث الجزائري جلال خشيب، في كلمته بالندوة إنه "مع قدوم بوتفليقة (في 1999) قلّ نفوذ فرنسا بالجزائر، نظرا للعديد من المتغيرات الدولية، كحرب الولايات المتحدة على الإرهاب (منذ 2001)".
وأوضح خشيب، أنه "في تلك المرحلة اتجه بوتفليقة للانفتاح على الغرب، ولاسيما واشنطن التي رأت فيه شريكًا تستطيع تحدي به النفوذ الروسي".
وأشار إلى أنه "رغم الخلافات بين الولايات المتحدة وفرنسا، إلا أنهم يلتقون في الكثير من المصالح المشتركة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!