صحيفة كوميرسانت الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس
صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة قد تحصل على مجموعة إضافية من أنظمة الدفاع الجوي إس-400 الروسية وربما على مقاتلات روسية أيضا. وأوضح الوزير التركي أن هذا الأمر سيحدث في حال رفضت الولايات المتحدة تزويد تركيا بأنظمة باتريوت ومقاتلات إف-35 الأمريكية. وتؤكد القيادة التركية أن من الممكن أن تلبي الصناعة العسكرية الروسية مطالب أنقرة، علما بأن الشرط الأساسي والوحيد لتحقق ذلك هو الإرادة السياسية للقيادة التركية.
أعلن جاويش أوغلو عن وجود خطط لتوسيع التعاون العسكري التقني بين أنقرة وموسكو. ووفقا له، إذا فشلت تركيا في شراء المقاتلات الأمريكية من طراز إف-35، فإن الجيش التركي سيشتري مقاتلات مماثلة من دول أخرى. وإذا رفضت الولايات المتحدة بيع تركيا أنظمة باتريوت المضادة للصواريخ، فعندئذ ستشتري أنقرة مجموعة ثانية من الأنظمة المضادة للصواريخ من طراز إس-400 بالإضافة إلى أنظمة روسية أخرى. ومن ناحيتها، ردت موسكو على هذه التصريحات بالتأكيد على أنه "لدى روسيا القدرات اللازمة والكفاءات التكنولوجية الضرورية لتلبية مطالب عملائها، كما أنها تبحث عن سُبل لتوسيع آفاق التعاون مع حلفائها".
وحتى الآن، وقّعت روسيا وتركيا عقدا واحدا للأسلحة الثقيلة ينص على تسليم أربعة مجموعات من أنظمة إس-400 للدفاع الصاروخي إلى أنقرة في صيف 2019. وهذه الصفقة، التي تشمل تسليم جميع مكونات الأنظمة الصاروخية بالإضافة إلى توفير مختصين لتدريب الجنود الأتراك، تقدّر بنحو 2.5 مليار دولار، 55 بالمئة منها سيغطيها الائتمان الروسي.
من الواضح أن هذه الامتيازات تجعل الكفة تميل لصالح الروس فيما يخص الصناعات الدفاعية، خاصة أن الأمريكيين يتعاملون في هذا المجال بسياسة لوي الذراع؛ حيث يطالبون بالدفع المسبق لهم من أجل توفير الأنظمة المطلوبة بالإضافة إلى شروط ومطالب أخرى.
فعلى سبيل المثال، بعد إبرام تركيا للعقد مع روسيا في أيلول/ سبتمبر 2017، بدأت الولايات المتحدة في انتقاد أنقرة بشدة زاعمة أن أنظمة إس-400 الروسية لا تتلاءم مع أسلحة حلف شمال الأطلسي. وفي الثامن من نيسان/ أبريل، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "شراء أنظمة إس-400 هو حقنا السيادي، لذلك لا يمكن لأحد أن يطالبنا بالتراجع عن ذلك".
وفقا لمصادر إعلامية روسية رسمية، لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي اتفاقات رسمية بشأن توفير مجموعة أنظمة مضادة للطائرات من طراز إس-400 إضافية، لكن الأمر يعتمد على رغبة الجانب التركي في الحصول على المزيد من هذه الأنظمة من عدمه. ويقول مدير إحدى المؤسسات الصناعية في المجال العسكري إنه لا يوجد أي عقبات تقنية لتسليم المزيد من الأنظمة الروسية لأي بلد، وفي حال قررت أنقرة شراء المزيد من الأنظمة فإنه لن يكون أمامها أي مشاكل تقنية لتنفيذ ذلك.
على خلفية الشروط التعجيزية التي يعرضها أعضاء الكونغرس الأمريكي على تركيا فيما يتعلق بتنفيذ العقد الخاص بمقاتلات إف-35، أبدى المتخصصون الأتراك اهتماما كبيرا بمقاتلات سو-35 الروسية متعددة الأدوار. وحسب مصادر رسمية مهتمة بالصناعات الدفاعية فإنه "في حال قررت القيادة التركية شراء مقاتلات روسية، فإن المفاوضين الروس سيتفقون مع تركيا في وقت قصير وسيتعاملون معها بمنطق تجاري يخدم المصالح المشتركة، على عكس الزملاء الغربيين الذين يبحثون عن كل السبل الانتهازية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!