ترك برس
تحت شعار "وحدتنا طريق عودتنا"، شارك مئات الفلسطينيين بتركيا في مؤتمر احتضنته مدينة إسطنبول، بهدف تعزيز وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة المخاطر.
وانعقد "مؤتمر فلسطينيي تركيا" على غرار "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" الذي يعقد بشكل دوري منذ 14 عاما، خصوصا وأن عدد الفلسطينيين في تركيا يبلغ نحو 1500 عائلة فلسطينية، يتركز معظمهم في إسطنبول.
كما يقدر عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى تركيا بأكثر من 100 ألف نسمة، حسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
ونظمت على هامش المؤتمر عدة ندوات حول القدس ومسيرات العودة الكبرى وملف اللاجئين وصفقة القرن، وندوة خاصة ناقشت ملف فلسطينيي تركيا واحتياجاتهم والوضع القانوني ودور السفارة الفلسطينية.
واحتضن المؤتمر قسما للمعارض، شاركت به المؤسسات الفلسطينية في تركيا، وقسما آخر خاصا بالتراث الفلسطيني.
وأوصى المؤتمر الذي اختتم أعماله الأحد في مدينة إسطنبول بضرورة إنجاز الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الداخلية ورص الصفوف استشعارا للأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وشاركت في المؤتمر 25 مؤسسة فلسطينية من كافة التوجهات السياسية، وبحضور مئات الفلسطينيين المقيمين في مختلف أنحاء تركيا، إلى جانب مجموعة أصدقاء فلسطين في مجلس النواب التركي، وعدد من الشخصيات الفلسطينية والعربية.
ويهدف المؤتمر إلى "تعزيز وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على واقع الفلسطينيين المقيمين في تركيا، وتفعيل دورهم على المستويات الشعبية والإعلامية والسياسية".
وفي كلمته الافتتاحية دعا رئيس مؤتمر فلسطينيي تركيا محمد مشينش إلى "ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ونبذ الانقسام في مواجهة المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية فيما يسمى صفقة القرن، والحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والاستيطان الصهيوني، وقانون يهودية الدولة ضد فلسطينيي 48، ومعاناة اللاجئ الفلسطيني في دول الشتات".
https://www.facebook.com/mohammed.mushanish/posts/2307431119338739
واعتبر مشينش المؤتمر "تجربة فريدة في العمل الفلسطيني الوحدوي، وعنوانا للعمل الفلسطيني الجامع"، داعيا إلى الاستفادة من تلك التجربة.
وأكد "تمسك المؤتمر بخيار الوحدة الوطنية في دعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة وإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتحقيق العودة، ومواجهة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
أما السفير الفلسطيني لدى أنقرة فائد مصطفى فتوقف -في كلمته أمام المؤتمر- عند توقيت انعقاده، مشيرا إلى أنه "يأتي في مرحلة بالغة التعقيد تمر بها القضية الفلسطينية، بعد أن تكالبت على الشعب الفلسطيني قوى الشر والطغيان التي تريد شطب فلسطين تماما من جغرافيا المنطقة".
وقال "كما ثبتنا على أرضنا وصمدنا وقاومنا وقدمنا التضحيات منذ أكثر من سبعين عاما، لا نزال على العهد والقسم في أن نستمر في نضالنا إلى أن يكون لنا ما نريد، وطنا حرا ودولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة من ثوابتنا، ولن نحيد عن هذا الهدف".
وتطرق مصطفى إلى "دعم الإدارة الأميركية للاحتلال الصهيوني، الذي جعله يتمادى في عدوانه على الشعب الفلسطيني، من خلال استمرار الحصار لقطاع غزة، والانتهاكات في الضفة الغربية والاعتداءات على المسجد الأقصى".
ولفت إلى أهمية القضية الفلسطينية بالأجندة التركية، مبينا أن الوحدة الوطنية هي صمام أمان، وأن فلسطين هي البوصلة. ودعا إلى أن يكون مؤتمر فلسطينيي تركيا جسرا إضافيا لتعزيز العلاقات الفلسطينية التركية، وأن يكون إطارا يسهم إيجابيا في خدمة وتطوير العمل الفلسطيني الجماعي على الأرض التركية.
من جهته أكد رئيس لجنة فلسطين في البرلمان التركي النائب حسن توران -في كلمته- أن "سبب الأزمات في المنطقة هو الاحتلال الصهيوني، الذي لن يستمر بالرغم من الدعم الغربي له على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".
وانتقد توران موقف الإدارة الأميركية الداعم للاحتلال، من خلال استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وقطع المساعدات عنها بهدف إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا النائب التركي الأمة الإسلامية إلى "التوحد في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ووقف الاعتداءات على القدس وتهويد المسجد الأقصى المبارك"، كما دعا أبناء الشعب الفلسطيني للتوحد في محاربة الاحتلال، مؤكدا أن تركيا "ستظل مدافعة عن القضية الفلسطينية وحاضنة للشعب الفلسطيني، حتى يحصل على حقوقه وأرضه".
وقال توران إن "فلسطين هي قضية مشتركة، بين كل مسلم وكل مواطن تركي، والمواطنون الأتراك يهتمون بالدفاع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة، عاصمتها القدس".
وأكد أنه "لو تخلى كل البشر عن فلسطين، فلن تتخلى تركيا عنها مهما كان الثمن"، موضحا أن هذا وعد قطعه الرئيس رجب طيب أردوغان على نفسه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!