أحمد طلب الناصر - خاص ترك برس
أجرت منظمة اليونسيف في تركيا مؤخراً زيارات تفقدية لمراكز التعليم السورية المؤقتة في ولاية إسطنبول.
وخلال لقاء وفد المنظمة بالمعلمين المتطوعين في مدرسة "طيفور سوكمان" Tayfur Sökmen İlkokulu Geçici Eğitim Merkezi أكّدت السيدة "إليف كالان" ممثلة اليونسيف في تركيا، أن المنظمة تدعم تعليم الأطفال السوريين في المراكز المؤقتة والمدارس التركية، وذلك من خلال المنحة المالية المشروطة بالتعليم، طالبة من المعلمين حثّ الأهالي على إرسال أطفالهم إلى المراكز السورية المؤقتة التي ستستمر خلال العام الدراسي الحالي والعام القادم، ليتم الدمج كاملاً بالمدارس التركية في بداية العام الدراسي 2019- 2020 حسب تعليمات وزارة التربية في تركيا.
وخلال حديثها لـ "ترك برس" أكدت "إليف" على وصول الدعم النقدي الذي يتم صرفه مرة واحدة كل شهرين بمعدّل 35 ليرة للذكور و40 للإناث شهرياً، منوّهة أن نظام "اليوبس" يجتسب أيام الغياب والحضور للتلاميذ، وهذا ما يؤدي لتأخير الصرف على البعض حتى يكتمل النصاب الكامل للدوام اليومي، حيث يتم صرف المبلغ بمجرد اكتمال أيام الدوام المخصصة.
وقالت الممثلة: "في حال حصول أية مشاكل في استلام المبالغ من مؤسسة الـ ptt يجب على أولياء الأمور مراجعة الوالي أو القائم مقام (قسم التربية)، حيث يحتمل أن يكون لدى العائلة برنامج دعم اجتماعي من جهة أخرى، وفي هذه الحالة لا يستفيد التلميذ من منحة المنظمة".
ولدى طرح أحد المعلمين سؤالاً يتعلّق بمستقبل اللغة العربية بعد إتمام الدمج، أجابت الممثلة بأن سياسة الدولة التركية، كغيرها من الدول في العالم، لا تستطيع تخصيص مدارس تدرّس باللغة العربية بجانب المدارس الحكومية التي تدرّس بالتركية، ومع ذلك تم تخصيص حصص محددة لتعليم اللغة العربية ضمن المنهاج التركي، وخاصة في مدارس "الأئمة والخطباء".
واستفسر أحّد المعلمين عن سبب التأخّر في صرف الحوافز الشهرية الخاصة بالمعلّمين إلى ما بعد منتصف الشهر بشكل دائم، رغم الحاجة الماسّة إليه لدفع آجار المنزل والفواتير، أوضحت الممثلة بأن أغلب التأخير يكون بسبب نظام "اليوبس" المتّبع في المراكز المؤقتة، حيث يتم رفع الأسماء إلى التربية بعض انقضاء دوام المدرسين شهراً كاملاً في بداية الشهر الذي يليه، وبعد التدقيق من التربية يتم الرفع إلى المنظمة ليتم إرسال أمر صرف المبلغ إلى مؤسسة ptt، ما يستغرق وقتاً طويلاً بسبب هذه الإجراءات.
ثم طلبت الممثلة أسماء المدرسين الذين لم يستلموا أحد مرتباتهم، وخاصة عن شهر أيلول/ سبتمبر 2017.
وحول سؤال عن إمكانية منظمة اليونسيف من طرح برنامج منحة لتدريس اللغة التركية والحصول على شهادة "تومر" خاصة بالمعلمين، نوّهت الممثلة عن دعم اليونسيف لمراكز "الهالك إيتيم" بهذا الخصوص، وطلبت من المدرسين وذويهم التسجيل في تلك المراكز بشكل مجاني.
ولدى الاستفسار عن زيادة الحوافز الخاصة بالمعلمين، والتي تبلغ حالياً 1300 ليرة (ما يعادل 330 دولار)، ومستقبل المعلمين السوريين بعد الدمج، أوضحت الممثلة بأن كل ما نُشر حول زيادة الرواتب أو استمرارية وتثبيت المعلمين في المدارس التركية، لا علم لها بها، وهو من اختصاص الوزارة التركية، ولا يوجد قرار واضح بهذا الخصوص حتى اللحظة، وبأن المنظمة تعمل بالتعاون مع وزارة التربية لتحسين ظروف المعلمين مستقبلاً.
وفي ختام اللقاء، طلب المعلمون من وفد منظمة اليونسيف التواصل بشكل دائم ودوري للوقوف على مستجدات العملية التعليمية للطلاب والمعلمين السوريين.
وتقوم منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة التربية التركية بالإشراف على المراكز السورية المؤقتة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتعدّ المسؤولة عن رواتب "حوافز" المعلمين السوريين "المتطوّعين" فيها، إضافة إلى تأمين كافة مستلزمات الطلبة من كتب وقرطاسية ومنح مالية مشروطة بالتعليم.
ويبلغ عدد الطلاب السوريين في تركيا أكثر من 450 ألف طالب، منهم 150 ألف طالب سوري يتلقون التعليم في المدارس التركية، في حين تجاوز عدد الطلاب في االمدارس بمراكز التعليم المؤقتة الـ 300 ألف طالب. وتعمل الحكومة التركية على إلحاق ما يقارب المليون طالب خلال العام الدراسي الحالي والعام القادم.
في حين وصل عدد المعلمين السوريين المتطوعين في المراكز المؤقتة إلى أكثر من 13 ألف معلّم، وأعلنت وزارة التربية بأنها اكتفت بهذا العدد، حسب تصريح السيد "علي رضا ألتونال" مدير دائرة "التعليم مدى الحياة" في الوزارة، منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!