ترك برس
ذكر تحليل لصندوق مارشال الألماني (GMF) بالولايات المتحدة أن تركيا يمكنها أن تلبي احتياجاتها من الطاقة وتضع نفسها كمحور للأسواق الأوروبية، على الرغم من أن التوترات مع جيرانها تقف عقبة في طريقها.
وكتب قدري تاستان، وهو زميل أقدم في مكتب GMF في بروكسل، إن شرق المتوسط شهد في العام الحالي تطورين مهمين سيكون لهما آثار جيواستراتيجية كبيرة على سوق الطاقة، وهما اكتشاف شركة "إكسون موبيل" ثالث أكبر موارد الغاز الطبيعي قبالة الساحل الجنوبي لقبرص، وإنشاء منتدى الطاقة الإقليمي في القاهرة في كانون الثاني/ يناير.
وأضاف أن هذه التطورات تؤكد أن قضايا الطاقة ستلعب دورًا أكبر في الديناميات الإقليمية الجديدة وأن كثيرا من الدول ستتنافس على استغلال هذه الموارد المكتشفة حديثًا.
ولفت تاستان إلى أن تركيا تحتل موقعا استراتيجيا مهما بين أسواق الطاقة ومورديها، بفضل مشروع السيل التركي مع روسيا، وخط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب" مع أذربيجان، وخط نقل غاز شرق الأناضول مع إيران.
وأضاف أن "تركيا تمتلك أيضًا الإمكانيات والطموح ليس فقط لتأمين طلبها على الطاقة، ولكن لوضع نفسها كمركز للطاقة للأسواق الأوروبية".
ووفقا لتاستان فإن هناك عقبات تواجه تركيا في سبيل تحقيق ذلك، من بينها اعتمادها على واردات الغاز الروسية والإيرانية حيث تستورد 50% من احتياجاتها من روسيا، و17% من إيران. ولذلك، "إذا أرادت الحكومة التركية أن تصبح تركيا مركز الطاقة الرئيسي في المنطقة، فهي تحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى تأمين مصادر موثوقة ومتنوعة للطاقة."
وقال تاستان إن اكتشاف موارد الغاز الكبيرة في شرق البحر المتوسط، وحقيقة أن خطوط الأنابيب عبر تركيا ستكون أكثر الطرق كفاءة إلى أوروبا يجب أن تشكل فرصة طيبة لتركيا وأوروبا ودول شرق البحر المتوسط التي تبحث عن أسواق الغاز على حد سواء.
لكنه استدرك أن النزاع القبرصي الذي لم يتم حله والعلاقات المثيرة للجدل مع دول المنطقة تشكل عقبات مهمة في هذا الصدد.
وخلص إلى أنه ينبغي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يلعبا دورًا أكثر نشاطًا في الأشهر القادمة لتقليل احتمال حدوث توترات جديدة على موارد الطاقة في المنطقة، إذا أرادا تحقيق هدفهما المشترك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!