ترك برس
أشار تحليل في وكالة رويترز إلى عدم امتلاك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرصة تذكر للتصدي لمنتقدي أنقرة في واشنطن، على خلفية التوتر الناجم عن شراء تركيا صواريخ متطورة من روسيا.
وقالت الوكالة إنه يبدو على نحو متزايد أن "آمال تركيا في تجنب عقوبات أمريكية بعد شراء نظام دفاع جوي صاروخي روسي معلقة على تدخل من دونالد ترامب، لكن الرئيس الأمريكي ليست لديه فرصة تذكر للتصدي لمنتقدي أنقرة الكثيرين في واشنطن".
ودار سجال استمر شهورا بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي حول طلب تركيا شراء بطاريات الدفاع الصاروخي "إس-400" التي تقول واشنطن إنها لا تتوافق مع الشبكة الدفاعية للحلف وإنها ستمثل خطرا على الطائرات الأمريكية المقاتلة "إف-35" الشبح التي تعتزم تركيا شراءها أيضا.
وتقول تركيا إنها باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي لا تمثل خطرا على الولايات المتحدة وإن العقوبات لا تنطبق عليها. ويمكن أن يكون من شأن حل هذا النزاع إنهاء سنوات من العلاقات المتوترة بين الدولتين. حسب رويترز.
وقبل شهرين من احتمال وصول الدفعة الأولى من الصواريخ "إس-400" إلى تركيا زار فريق من الوزراء الأتراك واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات لتخفيف حدة الأزمة، وبلغت الزيارة ذروتها باجتماع غير متوقع مع الرئيس في البيت الأبيض.
وقال مسؤول تركي كبير، لرويترز، "تتوافر لدينا مؤشرات على أن ترامب يضغط من أجل موقف أكثر إيجابية من موقف الكونجرس". وأضاف "ربما تكون هناك بالتأكيد بعض الخطوات التي ستتخذ لكن البحث عن أرضية مشتركة سيستمر".
وقال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين يوم الخميس بعد اجتماعه مع نظيره التركي "نحن أقرب" إلى قرار نهائي بشأن الصواريخ "إس-400".
وخرجت تفاصيل قليلة من اجتماع البيت الأبيض لكن وسائل الإعلام التركية نقلت قول وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق صهر الرئيس رجب طيب أردوغان إن لدى ترامب "تفهما إيجابيا... فيما يتعلق باحتياجات تركيا لصواريخ إس-400".
وقال وزراء ومسؤولون في الزيارة بينهم وزير الدفاع التركي والمتحدث باسم أردوغان ومستشار الأمن القومي إن الزيارة تعطي واشنطن فرصة لفهم وجهة نظر أنقرة بصورة أفضل.
واقترحت تركيا تشكيل مجموعة عمل مشتركة وتعتقد أن هذا يمكن أن يساعد في إقناع الولايات المتحدة بأن الصواريخ "إس-400" لا تمثل خطرا مباشرا على الجيش الأمريكي أو طائراته.
وقال المتحدث باسم أردوغان إبراهيم كالين إنه سمع تعهد ترامب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي قبل شهرين بأنه سيسعى للتوصل إلى حل للمشكلة. وصور مسؤولون آخرون الرئيس الأمريكي على أنه يبدي تعاطفا مع تركيا.
وقال مسؤول تركي كبير آخر لرويترز إن المحادثات "كانت أكثر إيجابية من المتوقع" وإن الأمريكيين أبدوا "نبرة أهدأ" من التي يستخدمونها في العلن.
في السياق، يقول الكاتب التركي سردار تورغوت، في مقال بصحيفة "خبر تورك"، إن "هناك زمرة داخل الإدارة الأمريكية مصرة على إثارة المشاكل مع تركيا، وهي تعمل بالتنسيق مع الكونغرس".
وقال تورغوت "تخطط هذه الزمرة للتهرب من المسؤولية برمي الكرة في ملعب الكونغرس حين تقول أنقرة في المستقبل، للمسؤولين الأمريكيين أنهم تحدثوا معها بطريقة إيجابية".
وأضاف "لا تعارض الولايات المتحدة شراء تركيا منظومة إس-400 لأنها ستفسد خاصية التخفي من الرادارات في إف-35 فحسب. فالمسؤولون الأمريكيون يعلمون أن تركيا تحاول بناء قوة إقليمية جديدة لنفسها بإقصاء الولايات المتحدة، وهذا لا يروقهم".
في الأثناء، ألقى الأميرال مات وينتر، المسؤول عن تنفيذ مشروع إف-35 كلمة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، قال فيها إنه في حال إخراج تركيا من المشروع فإن الإنتاج المتسلسل للمقاتلات سيبدأ بالتأثر سلبيًّا خلال 45 إلى 90 يومًا، لأن تركيا تقوم بتصنيع ما نسبته 6-7 في المئة من الإنتاج الكلي للطائرة.
بينما تفكر الولايات المتحدة ببيع إف-35 لبلدان جديدة، لن يروق لمسؤوليها على الإطلاق احتمال حدوث تأخير من هذا القبيل في عملية الإنتاج.
الطاقم القادر على النظر إلى المسألة بحياد تقني لا يروقه حدوث مشكلة مع تركيا، لكن هذا الطاقم لا يتمتع بقوة سياسية في واشنطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!