ترك برس
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو صباح اليوم الجمعة عن خطط لمشروع النفق الثالث الواصل بين طرفي مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي تحت سطح الماء.
وصرّح داود أوغلو بأنّ "إسطنبول مدينة تشكّل التاريخ، فهي تستحق الأفضل، وهذا يشمل المشاريع العملاقة"، وذلك خلال تقديمه للمشروع الجديد في مؤتمر أقامته وزارة النقل والملاحة والاتصالات.
وتقدّر تكلفة مشروع النفق العملاق المكوّن من ثلاث طوابق بـ 3,5 مليار دولار، والذي سيعبر تحت مضيق البوسفور، ويتوقع أن يصل بين جانبي المدينة بخطّ سكك حديدية وخطّي مرور للسيارات، ليقلّل فترة الانتقال إلى 14 دقيقة فقط.
وقال داود أوغلو: "سيكون المشروع العملاق ذو الثلاث طوابق وهج الجمهورية التركية، رابع دولة عالمية بعد ثلاث إمبراطوريات في إسطنبول"، وذلك في حديث له في مؤتمر بعنوان "نفق إسطنبول العملاق" في مركز إسطنبول للمؤتمرات.
ووصف داود أوغلو النفق الممتد لمسافة 6,5 كيلومتر بأنّه الأول من نوعه في العالم، حيث يتكون من نظام سكك حديدية بين خطّين سريعين للسيارات على عُمق 110 أمتار تحت مضيق البوسفور.
وأكّد أنّ جسر البوسفور، وجسر السلطان محمد الفاتح وجسر ياووز سلطان سليم (قيد البناء حالياً) ستكون متصلة ببعضها بعد اكتمال النّفق، مشيراً إلى أنّ "النفق سيقلل العبء المروري على الجسور ويوفّر مزيداً من الوقت".
وتابع رئيس الوزراء التركي قائلاً إنّ النفق سيصل بين مطارات إسطنبول الثلاثة كما سيصل المحاور التسعة للسكك الحديدية في مدينة إسطنبول. وأعلن أنّ قدرة نقل النفق ستكون 6,5 مليون مسافر، مضيفاً أنّ المشروع سيزيد عدد الذين يعبرون بين طرفي إسطنبول جيئة وذهاباً من 1,6 إلى 4 مليون شخص.
كما تطرّق إلى مميزات المشروع الصديقة للبيئة، حيث يتوقع أن يحدّ من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري بمقدار 110 آلاف طنّ سنوياً. وسيقصّر الطريق الجديد الوقت الذي تستغرقه المسافة بين منطقة "أرناؤوط كوي (Arnavutköy)" في الجانب الأوروبي ومنطقة "كوتشوك سو (Küçüksu)" في الجانب الآسيوي من إسطنبول.
وأشار داود أوغلو إلى أنّ النفق سيكون مجهّزاً على امتداده بأنظمة الإنذار والسيطرة على الحرائق والكاميرات التي ستكون موجودة كل 500 متر. وأضاف إنّ طابق السكة الحديدية في النّفق سيكون مجهزاً أيضاً بأنظمة تسريع وإبطاء أوتوماتيكية.
وأضاف أنّ العروض على مناقصات المشروع ستكتمل قبل الانتخابات البرلمانية في 7 حزيران/ يونيو. وقال إنّ الحكومة تهدف إلى إنهاء المشروع بشكل كامل وتشغيل النفق خلال خمس سنوات.
ومن جهته، أعلن وزير النقل والملاحة والمواصلات لطفي علوان أنّ المشروع العملاق هو نتاج عمل حوالي 10 أشهر من الجهد المكثّف تمّ خلالها تحديد مسار الطرق في ومتطلّبات الركّاب في إسطنبول.
وأكّد علوان أنّ النفق سيزيد دور السكك الحديدية في النقل العام، وقال إنّ النفق الجديد سيتمّ بناؤه بنموذج "ابنِ - شغّل - حوّل"، أحد نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي "لا تدفع فيه الدولة فلساً واحداً".
وكان المشروع الأول لنفق تحت الماء في إسطنبول، وهو نفق مرمراي (Marmaray)، قد افتُتِح في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2013. في حين يجري العمل الآن على إنشاء النفق الثاني، نفق أوراسيا (Avrasya Tüp Tüneli)، المكوّن من طابقين والذي سيعبر من تحت مضيق البوسفور ليصل بين منطقة "كازلي تشيشمه (Kazlıçeşme)" على الجانب الأوروبي لإسطنبول، وبين منطقة "غوزتيبه (Göztepe)" على الجانب الآسيوي، حيث يمتدّ مسافة 14,6 كيلومتراً (9,1 ميل). ومن المقرر أن يُفتتح في عام 2016.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!