ترك برس
أثار تحرك تركيا المفاجئ بالسماح لعبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المحظور، والمسجون حاليا، بمقابلة محاميه بعد توقف دام ثماني سنوات، تكهنات بحدوث تحول في سياسة أنقرة المتشددة في أعقاب انهيار محادثات السلام مع الحزب في عام 2015.
ودعا بيان لأوجلان قرأه محاميه يوم الاثنين الماضي، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للسعي إلى حلول في سوريا بأساليب أخرى غير الصراع، ووضع الحساسيات التركية في سوريا بالحسبان. وتضمنت الرسالة التي نقلها المحاميان عن أوجلان قوله: "نعتقد أن مشاكل سوريا يجب أن تحل بعيدا عن ثقافة العنف، وبهدف إرساء ديمقراطية محلية في إطار احترام وحدة الأراضي السورية".
وقال الرئيس الفخري لتنظيم "ب ي د" الذي تتهمه تركيا بالارتباط بتنظيم "بي كي كي" المدرج على لائحة الإرهاب، أرطغرل كوركجو، لموقع صوت أمريكا: "أعتقد أنه يعرض على "ي ب ك" أن تبقى داخل السياق السوري وألا تزعج الحكومة التركية".
بدوره قال موقع المونيتور إن "قرار السلطات التركيّة يشير إلى قرب استئناف مباحثات السلام مع الأكراد، وسط توقعات أن تشمل، هذه المرّة، اتفاقا حول أكراد سورية، وألا تقتصر على أكراد تركيا فحسب."
وزعم الموقع أن "هذه التطورات قد تشير إلى نية الرئيس التركي إنهاء تحالفه مع حزب الحركة القومية، بعدما تبين له أن الدعم الكردي حاسم في مواجهة المعارضة التركية، قبيل جولة الإعادة في انتخابات بلدية إسطنبول."
وكانت واشنطن تضغط بقوة لمنع تركيا من شن عملية عسكرية ضد تنظيم "ي ب ك" حليفها في الحرب على تنظيم داعش. وقام الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا، جيمس جيفري، بزيارة أنقرة في وقت سابق من هذا الشهر لإجراء محادثات رفيعة المستوى للتوسط للحل."
وذهب بعض المحللين إلى أن جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في أنقرة، يسعى إلى إيجاد حل وسط بين أنقرة و"بي كي كي" والتنظيمات المرتبطة به في سوريا.
ولكن الدبلوماسي التركي السابق أيدين سيلسن الذي أسس القنصلية التركية في أربيل عاصمة إقليم شمال العراق، يرى أنه لا ينبغي المبالغة في تقدير أهمية بيان أوجلان.
وأضاف أن "النقطة الأكثر إثارة للاهتمام هي ما إذا كان هناك الآن نوع من التنسيق بين الولايات المتحدة، و"قسد"، وبين أنقرة وأوجلان، وهذا ما سنراه في الأشهر المقبلة."
من جهته، شكك رديف مصطفى، نائب رئيس رابطة الكرد السوريين المستقلين، في حديث لصحيفة العربي الجديد، بقدرة "قسد" على بدء حوار مع الجانب التركي، لأن قيادات "بي كي كي" لا تملك قرارها، وتتبع عدة جهات دولية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!