ترك برس
نشرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" مقالًا للكاتبة إيرينا ألكسنيس، عن أبعاد وأهمية صفقة منظومة صواريخ "إس-400" للدفاع الجوي بين تركيا وروسيا، وموقف الدول الغربية منها.
تقول الكاتبة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحدث في أبريل الماضي عن استعداد بلاده لاستلام منظومة الدفاع الجوي "إس-400" الروسية، خلال شهر يونيو، ويعني ذلك أنه تبقى بضعة أسابيع فقط قبل بدء عمليات تسليم المنظومة بين موسكو وأنقرة.
وبحسب وكالة (RT)، أشارت ألكسنيس إلى أن المصادر تحدثت وفقا للقناة الأمريكية CNBC أن واشنطن وجهت إنذارا إلى أنقرة، وأعطتها فرصة أسبوعين لرفض شراء المنظومة الروسية.
ولكن نائب وزير الخارجية التركي يافوز سليم كيران نفى هذه المعلومات، مشيرا إلى أنه "على المستوى الرسمي" لا يوجد شيء من هذا القبيل.
بالتوازي مع هذا، صرح القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا، الجنرال تود والترز، بأن الدول تواصل السعي لإيجاد حل للمشكلة لأنهم "يريدون الحفاظ على العلاقات مع أنقرة على المستوى المناسب كحليف مهم".
ولكن وفقا للكاتبة على خلفية الحركات الأمريكية يظهر الجانب التركي صلابة مثيرة للإعجاب.
وأكد وزير الدفاع التركي، خلوسي أكار أن تركيا قد أرسلت بالفعل فريقا إلى روسيا للتدرب على منظومة الدفاع الجوي إس-400، وقال: "لقد وقعنا اتفاقية مع روسيا ولدينا علاقات ممتازة، ونؤكد إتمام الصفقة".
رئيسة مجلس الاتحاد الروسي "مجلس الشيوخ" فالنتينا ماتفينكو، ردت على سؤال مباشر من الصحفيين حول احتمال رفض الأتراك للصفقة قائلة: "تركيا حسبما استنتجت بنفسي بعد لقائي مع الرئيس أردوغان، هي دولة ذات سيادة ولها الحق في اتخاذ القرارات التي تفيدها كدولة، ويهتمون لمصالحهم الوطنية والأمنية. لقد وقعوا اتفاقا ولا يمكن أن يتخلوا عن مسؤوليتهم تحت أي ضغط من أي جهة".
وتابعت ألكسنيس: "لقد لوحظ مرارا وتكرارا أن إحدى المشكلات الرئيسية للغرب ترتبط الآن بسوء فهم روسيا. والأكثر غرابة هو أن الشركاء الغربيين يميلون إلى الإفراط في إرباك الموقف، ويبحثون عن معاني معقدة في أبسط الأمور وأكثرها وضوحا.
وقالت: "نتيجة لذلك، في السنوات الأخيرة اختلقت أسطورة موسكو الخارقة التي عطلت خطط الغرب ونفذت غزوا هجينا في قلب نظامه".
وأشارت إلى أن تعليق فالنتينا ماتفيينكو هو حالة موسكو الصريحة، التي تظهر فيها الدوافع الرئيسية التي تستخدمها روسيا في الساحة الدولية، وهذا هو النداء الخاص بالسيادة والمصالح الوطنية.
ونوهت بأن "الميكيافيلية" في موسكو تتلخص في أنها ترفض ما يعيش عليه العالم الحالي استنادا إلى الموقف: "ما هو جيد بالنسبة لأمريكا مفيد لبقية العالم. يجب على العالم أن يعيش بمصالح وأهداف الولايات المتحدة".
حيث تعارض روسيا هذا المبدأ وتسير بمبدأ: "لكل دولة مصالحها الخاصة، ولها كل الحق في الدفاع عنها ويعتمد وضعها وثقلها الجغرافي السياسي على مدى استعدادها للدفاع عن سيادتها"، وفق زعم ألكسنيس.
وتابعت: "سئم العالم من الهيمنة الأمريكية لمدة ثلاثة عقود، فهي غير مسؤولة، علاوة على ذلك فإن قائمة البلدان التي تتجه إلى روسيا باعتبارها "حافظة السيادات" تتسع.
وبهذا المعنى، لا يوجد فرق جوهري بين خط الغاز Nord Stream - 2 و S-400 مع تركيا. تقول الكاتبة في المقال.
و"السيل الشمالي - 2" مشروع تبلغ كلفته 11 مليار دولار ويتضمن مد أنبوبين باستطاعة 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، من روسيا عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا، وسط مخاوف أوروبية من آثاره الاقتصادية والاستراتيجية.
ووفقا للكاتبة، لم يتم تنفيذ عقد ولا يمكن أن يتم استنتاج أي شيء حتى الآن، ولكن الوضع ذهب لأبعد من ذلك، "حيث لا يمكن لتركيا وأردوغان شخصيا أن يرفضا الاتفاق مع روسيا، دون أن يوجه لنفسه ضربة قاسية للوضع السيادي للبلاد".
واعتبر الكرملين مطالبة الولايات المتحدة لتركيا بالتخلي عن صفقة "إس-400" مع روسيا غير مقبولة تماما.
وتعليقا على سؤال صحفي حول خبر بثته قناة "سي إن بي سي" الأمريكية مفاده أن واشنطن أمهلت أنقرة أسبوعين للتخلي عن صفقة منظومة "إس-400" مع موسكو قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الأربعاء، للصحفيين: "نحن بوجه عام ننظر إلى ذلك بسلبية، ونعتبر مثل هذه الإنذارات غير مقبولة".
وأضاف أن الكرملين ينطلق من أن القيادة التركية وخاصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أكثر من مرة أن هذه الصفقة قد تم إتمامها. وتابع: "لذلك نحن ننطلق من أنه يتم بالفعل تنفيذ الصفقة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!