محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تمر تركيا من أخطر منعطف في تاريخها. منحت الولايات المتحدة أنقرة مهلة 15 يومًا بسبب صفقة إس-400. قبل أيام، لخصت قناة CNBC، التهديدات الأمريكية لتركيا على التحو التالي:
"إذا لم تلغِ تركيا الاتفاقية مع روسيا، ولم تشترِ منظومة الدفاع الجوي باتريوت من الولايات المتحدة في نهاية الـ15 يومًا، فإنها ستواجه الاستبعاد من مشروع تصنيع مقاتلات إف-35، وفقدان المئة مقاتلة المتفق عليها، وفرض عقوبات عليها، واستياء من الناتو..".
أصبح واضحًا تمامًا من أين تأتي التهديدات لتركيا، العضو في الناتو. لم يكن هناك مشاكل عندما كانت العلاقة على منوال آمر ومأمور، لكن عندما بدأ الاعتراض لجأت واشنطن لتنفيذ انقلاب أو أسكتت الاعتراضات بالتهديد.
أصبحت مواقف الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة عدائية لأنها لم تعد تستطيع فرض إرادتها على تركيا، وإسكاتها.
لهذا دفعت بتنظيم غولن إلى تنفيذ المحاولة الانقلابية، وصبت الزيت على نار الحرب السورية وتغاضت عن مقتل الملايين هناك، وسلّحت تنظيم "ي ب ك"، ودعمت خطط الإيقاع بين الشعوب.
تتواصل عملية محاصرة تركيا على شكل هجوم أوسع. آخر الخطوات هي التهديدات بخصوص منظومة إس-400 ومقاتلات إف-35، وحشد السفن الحربية في المتوسط. نحن في مواجهة وضع خطير.
تقول الحكومة التركية إنها لن تنحني أمام تهديدات وإملاءات الولايات المتحدة، فماذا عن المعارضة؟
هل نشتري صواريخ إس-400 من روسيا أم لا؟
ما رأي أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والشعوب الديمقراطي في هذا الخصوص؟
ماذا على تركيا أن تفعل بشأن حشد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حاملات الطائرات في المتوسط، ونشر مقاتلاتهما في قبرص؟
هل عليها مواصلة عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط أم الانسحاب؟
سنرى ما إذا كانت المعارضة ستتخذ موقفًا واضحًا من القضايا المذكورة، و لكن هناك موقف مخيف في أوساط حزب الشعب الجمهوري وعالم الأعمال المقرب من الحزب.
ملخص الموقف هو أن "تركيا على خلاف مع الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. يجب وضع حد لذلك. من هذه الناحية يمكن لأكرم إمام أوغلو أن يقيم علاقات جديدة مع العالم، بوصفه شخصية جديدة".
لكن مقابل ماذا سيقيم هذه العلاقات الجديدة؟
نعرف هذا الموقف المتخاذل من البرازيل وفنزويلا ومصر. هذا الخطاب مؤشر على تحريك القوى العظمى كافة اللاعبين السياسيين في تركيا، الذين يتذرعون بمقولة "هل نملك القوة للشجار مع الولايات المتحدة، حتى نعارضها؟".
باختصار، يرى هؤلاء اللاعبين أن كل شيء سيكون على ما يرام إذا لم تعارض تركيا الولايات المتحدة. ولهذا فهم متحمسون للاعب السياسي الجديد "أكرم إمام أوغلو" ويقدمون له دعمهم الصريح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس