نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
بحسب الإحصاءات، هناك حوالي 4 ملايين سوري فروا من الحرب في بلادهم ولجؤوا إلى تركيا.
البعض من السوريين لقوا مصرعهم غرقًا في البحر أثناء فرارهم إلى البلدان الغربية، والبعض الآخر تركته الشرطة اليونانية بعد تعريته على الحدود التركية وسط الشتاء.
مات الناس الذين نجوا بأرواحهم من الحرب بردًا بسبب ممارسات "الغرب المتمدن". ما زالت الذاكرة تحتفظ بمشاهد ثقب خفر السواحل اليوناني قوارب المهاجرين السوريين في البحر وتركهم لمواجهة الموت.
تعيش تركيا "مشكلة سورية" على حدودها الجنوبية سبببها تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي"، الذي تستخدمه الولايات المتحدة رأس حربة.
تعمل أمريكا على تأسيس دولة إرهابية يقودها تنظيم "بي كي كي"، على شكل حزام على طول الحدود الجنوبية لتركيا، تمتد شمال سوريا حتى البحر المتوسط من أجل أمن إسرائيل والسيطرة على موارد الطاقة في المنطقة.
قطعت تركيا هذا الحزام بتنفيذها عمليات درع الفرات وغصن الزيتون وإدلب. لكن الولايات المتحدة، التي تقيم تعاونًا صريحًا مع تنظيم "بي كي كي" الإرهابي لم تتخل عن مشروعها حتى اليوم.
لدى تركيا أيضًا "مشكلة سورية" بحسب التعبير الشعبي. فعقب الانتخابات المحلية قطعت بلدية بولو المعونات عن السوريين فيما حظرت بلديتا مودانيا وغازي باشا في أنطاليا على السوريين دخول الساحل (البلديات الثلاث تابعة لحزب الشعب الجمهوري).
إن لم تُتخذ تدابير في مواجهة هذه المشكلة المشتعلة فقد تتسع لتشمل مختلف مناحي الحياة.
ومما يزيد من احتمال تفاقم المشكلة زيادة التوتر بإدلب في الآونة الأخيرة وتوقع نزوح مليوني شخص إلى الحدود التركية.
يتقاعس الاتحاد الأوروبي في تقديم المعونة المالية التي تعهد بها لتركيا من أجل الحيلولة دون توجه القادمين من سوريا إلى أوروبا.
بينما يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن السوريين سيُرسلون إلى المناطق الآمنة المشكلة في سوريا، تقترح المعارضة إرسالهم إلى بلادهم.
بسبب إجابتي الرافضة للمواقف التي تصل إلى حد العنصرية ضد السوريين، سألني البعض عن اقتراحي بشأن المسألة. شخصيًّا، لست مسؤولًا ولا صانع قرار، لكني أود طرح فكرتي على القراء.
برأيي، يجب فتح الحدود الغربية لتركيا حتى يتمكن السوريون من الوصول إلى البلدان الأوروبية، التي يجازفون بحياتهم من أجل الذهاب إليها. ليذهب من يشاء ويبقى من يشاء. يجب أن يكون هذا واحد من الخيارات.
السبب الأصلي وراء تحايل "أوروبا المتحضرة"، التي تحتضن التنظيمات الإرهابية بلا شروط، من أجل عدم استقبال السوريين هو رغبة بلدانها بالمحافظة على راحة بالها. ولذلك يحملون تركيا الكلفة الاقتصادية والاجتماعية.
ينبغي أن تناقش الحكومة والمعارضة على حد سواء هذا الخيار. لكن لا أعتقد أن السياسيين سيدرسون هذا المقترح الذي سيسب الإزعاج لهم لأن دعم الاتحاد الأوروبي يهمهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس