حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
من أول النتائج الملموسة للحرب السورية إقامة إدارات ذاتية في مدن المالكية والقامشلي وتل أبيض وعين العرب واعزاز وعفرين.
ومع أن الحكم يبدو موزعًا على الأكراد والعرب والسريان والأرمن واليزيديين في "روجاوة" وتعني الغرب بالكردية، إلا أن المنطقة تُركت لإرهابيي "بي كي كي" القادمين من تركيا والذين لا يجيدون حتى العربية.
في 2015، أصدر أوجلان بيانًا دعا فيه إلى ترك السلاح وحل "بي كي كي" نفسه، بيد أن البيان لم يكن له أي قيمة. لأن "بي كي كي" لم يعد تحت قيادة أوجلان، وإنما تحت إمرة أغرار متواطئين مع بريت ماكغورك المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي.
كانت خطة الولايات المتحدة تشكيل حزام إرهابي يمتد من العراق إلى البحر المتوسط، وتسليم السيطرة على هذه المنطقة لتنظيم "ب ي د" ذراع "بي كي كي" في سوريا، وجناحه العسكري "ي ب ك".
غير أن تركيا أحبطت هذه اللعبة من خلال عملية غصن الزيتون، ووافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سحب قواته التي تحمي "ب ي د". لكن كما تعلمون لم يتحقق هذا التعهد، على العكس زادت واشنطن عدد قواتها.
لا بد أنكم ترون الرابط بين ما يدور في سوريا ووجود "بي كي كي". لم تجد دعوة أوجلان، الذي كان ذات يوم " الممثل الوحيد للأكراد"، للتخلي عن السلاح أي صدى، بل أصبحت مثار سخرية في الوقت ذاته.
تخلى "بي كي كي" عن الهدنة المزعومة، وبدأ بحفر خنادق في البلديات التي يرأسها أشخاص موالون له. تعلم التنظيم هذا الأسلوب من مدربين أمريكيين في شمال سوريا، وظن أنه سيخيف الجيش والشرطة التركيان أو يتسبب في إدانتهما دوليًّا لسقوط ضحايا مدنيين.
طبعًا لم يحدث أي من ذلك، وتمكنت تركيا من وضع حد لهذا الإرهاب وإن كان الثمن غاليًا. لكن المتضرر الأكبر كان سلطة أوجلان على أهل المنطقة الأكراد، بفعل "بي كي كي" والمؤسسات السياسية الموالية له.
في الأشهر الأخيرة، لجأت المؤسسات غير المسلحة الموالية لتنظيم "بي كي كي" إلى الزعم بأن أوجلان محبوس في زنزانة منفردة، وذلك في إطار جهود زعزعة الاستقرار، ودعت بعض الموالين لها في السجون إلى الإضراب عن الطعام.
لم يكن لهذا الإضراب أي صدى أو تأثير، لكن لا بد أن أوجلان ظن أن الإضراب يُنفذ من أجله، ودعا الأسبوع الماضي ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي إلى عدم منح أصواتهم لمرشح حزب الشعب الجمهوري.
ستتضح كيفية ستكون أصداء هذه الدعوة من خلال تحليل نتائج الانتخابات. لكن بالنظر إلى التصريحات الصادرة عن مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي فإن أوجلان في واد و"بي كي كي" في وادٍ آخر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس