هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
كانت مرحلة ما قبل المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/ تموز هامة جدًّا..
وصلنا إلى ذلك اليوم خطوة بعد أخرى..
لكن علينا ألا نكذب.. لم نصحُ من سباتنا رغم الأحاسيس والمشاكل الداخلية المتزايدة.
لم نقرأ الإشارات كما يجب.
ينبغي علينا العودة إلى الوراء والنظر، علينا الآن على الأقل قراءة ما حدث..
***
وصلنا إلى 15 يوليو بعد المرور بمساعٍ لإقناع تركيا بقبول "دولة بي كي كي"، التي يقع قسم منها في الداخل التركي وقسم آخر في شمال سوريا، وبمرحلة طويلة دفعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للمجيء إلى تركيا أربع مرات خلال خمسة أشهر من أجل اللاجئين والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
عندما لم يتمكن الغرب ومطيته تنظيم غولن من الوصول إلى أهدافهما في هذه المحطات لجأ إلى تنفيذ الانقلاب.
يتوجب علينا أيضًا الوضع في الحسبان العدبد من الأحداث، ومن بينها التطورات التي أدت إلى انقسام حزب الحركة القومية وإقامة جهات من داخل الدولة علاقات غريبة مع مصر وقبرص الجنوبية.
وينبغي أيضًا الإشارة إلى تغلغل تنظيم "غولن" في أوساط الليبراليين المحافظين وإيقاعه بينهم وبين الأوساط الوطنية في السياسة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه ليست مجرد تفاصيل، وإنما ثوابت ما زالت تحتفظ بأهميتها حتى اليوم.
***
علينا النظر إلى ما بعد 15 يوليو أيضًا حتى نفهم..
على سبيل المثال، هناك جدل أثارته اليوم مجموعات داخل تنظيم "غولن" (من المحتمل أيضًا أن تكون هذه التكتلات واجهة مضللة)..
تعمل المجموعات، التي تعترف أن المحاولة الانقلابية لم تكن "مسرحية"، على المراوغة والإدعاء بأن قيادة التنظيم في بنسلفانيا لا علم لها بالمحاولة الانقلابية.
من الواضح أن هذه المجموعات تريد وضع خط فاصل بينها وبين الانقلابيين من خلال تكتيك ذكي، على الرغم من وجود عشرات آلاف الأدلة الدامغة.
نتحدث عن قيادة تنظيم وضعت على موقعها الرسمي يوم 15 يوليو مشهد العسكر وقد فتحوا باب عنبر الطائرة. عند النظر من هذه الزاوية يمكنم أن تدركوا ما وراء تغيير بعض متحدثي حزب الشعب الجمهوري أقوالهم وتصرفاتهم منذ أسبوع.
***
ما أريد قوله..
إياكم أن تنخدعوا بتوصيف المعارضة في نهاية المطاف 15 يوليو بأنه انقلاب!
ألم يقل زعيم حزب الشعب الجمهوري بعد فترة قصيرة من 15 يوليو على شاشات التلفزيون إن المحاولة الانقلابية "مسرحية"؟
ألم يعترض على إغلاق الوسائل الإعلامية التابعة لتنظيم "غولن" وكأن لا علم له بحقيقتها؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس