ترك برس
تصدر الوضع المتدهور في سوريا أجندة مباحثات الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مطار جوكوفسكي بضواحي العاصمة الروسية، على هامش معرض موسكو الدولي للطيران.
المباحثات لم تفض إلى اختراق ينقذ "اتفاق إدلب" بين الدولتين، والذي أصبح تنفيذه مهمة معقدة باعتراف الرئيسين.
مع إصرار روسيا والنظام السوري على حسم معركة إدلب عسكريا، وتمسك تركيا بحقها في حماية أمنها القومي، تضيق المسافة أمام موسكو وأنقرة في التقارب بشأن الملف السوري.
إلا أن هذا لا يبدو عائقا أمام آفاق واسعة يسعى الجانبان لفتحها في مجال التعاون التقني والعسكري. وفق تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
استغل بوتين وأردوغان معرض ماكس الدولي للطيران، ليستعرِضا أحدث الطائرات الحربية الروسية على أمل عقد صفقة مماثلة لصفقة "أس 400" التي تسلمت أنقرة دفعة الثانية منها بالتزامن مع هذه القمة.
أردوغان كان أول رئيس أجنبي يتعرف على طائرة "سوخوي 57" السرية، ولم يخف رغبته في الحصول على هذه الطائرة وغيرها من النماذج المتطورة.
في ذلك دلالة لافتة على المستوى الذي وصل إليه التعاون العسكري بين تركيا وروسيا، ولا يخفى على العين هنا مدى الحفاوة التي يلاقيها أردوغان من نظيره الروسي بوصفه الضيف الأهم في افتتاح معرض ماكس الدولي.
لكن جذب الضيف التركي العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" نحو الاعتماد أكثر فأكثر على الصناعات العسكرية الروسية ودفع أنقرة للاقتراب من موسكو على حساب واشنطن، قد لا يعني بالضرورة تطابق وجهات النظر تجاه الملف الأكثر تشابكا بين الدولتين المتمثلة في التطورات العسكرية في محافظة إدلب السورية ومحيطه.
https://www.youtube.com/watch?v=zPlal279o4U
وإدلب هي المعقل الأخير للمعارضة السورية المسلحة والملجأ الأخير أيضا لملايين السوريين النازحين من شتى أرجاء البلاد هربا من جيش بلادهم والمليشيات الموالية له.
حتى الآن شهدت المنطقة خسائر بشرية هائلة ونجح النظام في السيطرة على مناطق واسعة وإستراتيجية وصولا حتى إلى محاصرة نقاط مراقبة عسكرية تركية كما حدث في ريف حماة الشمالي.
يأتي ذلك رغم أن كل تلك المناطق مشمولة باتفاق خفض التصعيد ورغم ضمان روسيا وتركيا الاتفاق الذي رسمت معالمه أكثر من مرة في محطات أستانا وسوتشي.
فرغم التوافق الظاهري في الحديث عن "استئصال الإرهابيين" و"حماية المدنيين" وحديث الرئيس الروسي عن حق تركيا في اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي بها حدودها الجنوبية، فإن ذلك قد لا يعني أبدا وقف موسكو دعمها اللامحدود لقوات الأسد رغم تداعياته الإنسانية والأمنية الكبيرة على أنقرة باعتبار أن حدودها مع إدلب ستكون المقصد الأول والأخير لأي موجة لجوء جديدة للسوريين.
في المقابل حاول الرئيس التركي حصر اللوم فيما يجري بإدلب على قوات النظام معتبرا قتل المدنيين هناك برا وجوا بدعوى محاربة الإرهاب أمرا غير مقبول.
لكن ذلك لا يحجب التساؤلات وربما حتى الاتهامات التي باتت تواجهها أطراف سورية معارضة لتركيا بـ"العجز" عن أداء الدور المنتظر منها كضامن رئيسي لمناطق خفض التصعيد وتفضيل تطوير العلاقات مع موسكو على حساب التزاماتها مع الفصائل السورية المعارضة والحاضنة الشعبية لهم.
وعلى ما يبدو فإن خيارات تركيا في المشهد السوري أصبحت تخضع لتوازناتٍ دقيقة. فوصُول أجزاء جديدة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400" إلى أنقرة يتزامن مع بدء التنفيذ الفعلي لإقامة المنطقة الآمنة شرق نهر الفرات وفق الاتفاق الأميركي التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!