صحيفة إسباناتوليا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

استخرج مجموعة من علماء الآثار الأتراك في موقع أولوز (Oluz)، الواقع شمال تركيا في منطقة البحر الأسود، بقايا آثار تعود إلى الحقبة الفارسية، تتضمن معبدًا ومكتب بريد وأحد الطرقات.

ووفقا للبيانات الصادرة عن وسائل إعلام تركية محلية، فإن مجموعة من علماء الأثار الأتراك قد قاموا بالتنقيب عن الآثار في موقع ألوز في ضواحي منطقة توكلوجاك (Toklucak) التركية التابعة لولاية أماسيا (Amasya). وقد اكتشف هؤلاء العلماء بقايا مكتب بريد يعود تاريخه إلى نحو 2500 سنة، علما بأنهم اكتشفوا سابقا آثار قصر فارسي في نفس المنطقة.

وقد أكّد سيفكيت دونماز، الأكاديمي في قسم الآثار في جامعة إسطنبول، والذي يترأس عملية الحفريات في موقع أولوز في منطقة البحر الأسود، فإنه خلال السنوات الأربع الماضية، كثفنا العمل على الحفريات خاصة فيما يتعلق بالآثار التي يعود تاريخها إلى الحقبة الفارسية.

 أوضح دونماز أن علماء الآثار قد اكتشفوا "طريقا ضخما يؤدي إلى موقع ضريح، وقاعة مرفقة بأعمدة خلال عملية الحفر"، وأضاف أن هذه المرة الأولى التي يُكتشف فيها طريق سريع بُني خلال العصر الحديدي في منطقة الأناضول.

وفقًا للأكاديمي التركي، فإن المباني المكتشفة في المكان قد شُيّدت حول معبد النار مما يعني أن الفرس قد واصلوا اعتناق هذه الديانة لآلاف السنين في المنطقة. في الواقع، سوف يثبت اكتشاف معبد النار، مكان عبادة الزرادشتية، أن هذا الدين القديم لم ينتشر فقط من خلال إيران والعراق كما يُعرف في الوقت الحالي، وإنما امتدّ عبر الأناضول أيضا.

الفرس أول حضارة جلبت النظام البريدي إلى منطقة الأناضول

خلال هذه السنة، رُكزت الحفريات على القاعة المرفقة بالأعمدة، حيث يعتقد علماء الآثار العاملون في الموقع أنها مكتب بريد فارسي، بُني على بعد متر واحد فقط من المعبد.

وحسب دونماز فإن "الحضارة الفارسية تُعتبر أول حضارة جلبت النظام البريدي إلى الأناضول، وقد امتلك الفرس إمبراطورية شاسعة امتدت من اليونان إلى آسيا الوسطى ومصر وقد أداروا الإمبراطورية من خلال المحافظين".

وأكد الأكاديمي التركي أن الفرس "كان عليهم أن يتأكدوا من أنهم أرسلوا الأخبار والتقارير بشكل صحيح من العاصمة إلى ضواحي المدن، لذلك أنشؤوا العديد من أنظمة الطرق الممتدة على طول حدود البلاد".

وأشار إلى أن الفرس خصصوا أماكن محددة لتركيز مكاتب البريد، حيث استخدموا الخيول القويّة والسعاة المستعدين لنقل الرسائل في جميع أنحاء الإمبراطورية. ومن بين هذه المكاتب المكتب الذي تم اكتشافه الآن خلال الحفريات التي أجريت على جبل أولوز، والتي بدأت منذ سنة 1999.

وقد اكتشف علماء الآثار في هذه المنطقة ما لا يقل عن عشرات المستوطنات البشرية القديمة حتى اليوم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!