ترك برس
ما يزال حديث الرئيس رجب طيب أردوغان، عن رغبة تركيا في الحصول على سلاح نووي محل اهتمام وسائل الإعلام العالمية، حيث نشر موقع سبوتينك تقريرا استعرض فيه آراء خبراء ومحللين حول جدية مساعي تركيا للتحول إلى دولة نووية.
وقال رفيق أوزين، عضو البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس لجنة الدفاع بالبرلمان، إنه من الطبيعي أن تحصل تركيا على أسلحة نووية، إذا كان ذلك ضرورة من أجل الأمن القومي.
وأضاف أنه لا يوجد تفسير منطقي لامتلاك بعض الدول لسلاح نووي وعدم امتلاك البعض الآخر. وعلى من ينتقدون مساعي تركيا أن ينظروا إلى أنفسهم أولا.
بدوره رأي إيراي غوتشلور، الخبير في مكافحة الإرهاب مركز الدراسات الاستراتيجية الأوروبية الآسيوية (ASAM) أن تصريح الرئيس التركي يشير إلى الخطوات التالية لجهود تركيا لتقليل الاعتماد على الغرب في شراء الدفاع وتعزيز صناعة الدفاع المحلية لديها.
وأوضح أن تركيا كانت المتضرر الأكبر من المأساة الإنسانية في الشرق الأوسط، وظلت لسنوات طويلة تعتمد في تسليحها على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، من أجل حماية نفسها. لكنها كسرت هذا الاحتكار في السنوات الأخيرة.
واضاف أنه بالتوازي مع شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400 بدأت عملية إنتاج وتطوير للأسلحة المحلية. ولذلك فمن الواضح أن تصريح الرئيس أردوغان يشير إلى أن الجهود المبذولة للحصول على التكنولوجيا النووية ستكتسب زخمًا.
وأشار غوتشلور إلى أن الإنفاق العسكري في جميع أنحاء العالم قد ارتفع بشكل كبير، وهو ما يمثل أحد التهديدات التي تواجهها تركيا، وفي مقدمتها التهديد النووي.
ويتفق نائب رئيس لجنة الدفاع عن مجلس الدوما الروسي، يوري شفيتكين، مع الرأي السابق، ويرى أن تصريحات أردوغان تهدف في المقام الأول إلى حماية المصالح الوطنية.
وقال شفيتكين: "تظهر تصرفات تركيا أنها لا تمتلك أي نوايا عدوانية تجاه أي دولة. من المهم امتلاك التكنولوجيا النووية من أجل نشر التوازن والردع التقليديين على المستوى العالمي. وستكون الخطوة التالية هي تقنيات الفضاء."
ولفت السياسي الروسي إلى أن تصريح أردوغان يكشف أن جهود تركيا للحصول على التكنولوجيا النووية ستتسارع.
لكن شفيتكين حذر من أن توسيع نادي القوى النووية يشكل تهديدًا للأمن العالمي. وقال: "أعتقد أن هناك ما يكفي من أسلحة نووية لتدمير العالم بأسره. وأرى أنه من الخطأ وغير الضروري المضي قدمًا لزيادة الإمكانات النووية لأي بلد."
أما العضو السابق في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية والكيميائية، إيغور نيكولين، فأوضح لوكالة سبوتنيك أن محطات الطاقة النووية في تركيا يمكن أن تساعدها في خطواتها المستقبلية للحصول على أسلحة نووية.
وقال نيكولين: "يستطيع الأتراك إنتاج البلوتونيوم خلال عشر سنوات على الأقل، ولكنهم إذا حصلوا على مساعدة تقنية من الخارج، فسيكون إنتاج البلوتونيوم أسرع بكثير. تركيا دولة متقدمة للغاية، ولديها اقتصاد قوي بما فيه الكفاية للتعامل مع البرنامج النووي".
ووفقا لنيكولين، فإن تركيا قد تواجه عقوبات دولية إذا حصلت على السلاح النووي، ولكنها تستطيع التحرك وفقا للسيناريو الباكستاني التي امتلكت سلاحا نوويا ولم تواجه عقوبات جدية.
وأشار إلى أن إسرائيل تهدد جميع جيرانها باستخدام الأسلحة النووية. وبسبب علاقاتها السيئة بالفعل مع تركيا، فإن الأخيرة يمكن أن تكون هدفا لهجوم إسرائيلي.
من جانبه قال الخبير اليوناني زهارياس ميهاس، مدير الأبحاث في معهد تحليل الأمن والدفاع، إن "التاريخ يبين أن من يريدون إنتاج أسلحة نووية سينفذون مشاريعهم في النهاية".
وتوقع ميهاس أن تسعى تركيا للحصول على التكنولوجيا النووية من باكستان التي تتمتع بعلاقات جيدة معها ومع مؤسس ومدير البرنامج النووي الباكستاني، عبد القادر خان.
بدوره لفت هاينز غارتنر، رئيس اللجنة الاستشارية للاستراتيجية والسياسات الأمنية التابعة للجنة العلمية، إلى أن تركيا تحاول الحصول على التقنيات التي يمكن أن تساعد البلاد على أن تصبح قوة نووية منذ أن وقعت أنقرة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية عام 1980.
وقال غارتنر: "إن تصريحات أردوغان تعكس أيضًا عدم الثقة في المظلة النووية الأمريكية وقدرة الولايات المتحدة على حماية شركائها في الناتو".
قال العالم السياسي النمساوي هاينز غارتنر إن تركيا تحاول الحصول على التقنيات التي يمكن أن تساعد البلاد على أن تصبح قوة نووية منذ أن وقعت أنقرة المعاهدة عام 1980. "إن تصريحات أردوغان تعكس أيضًا عدم الثقة في المظلة النووية الأمريكية وقدرة الولايات المتحدة. لحماية شركائها في الناتو".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!