ترك برس
انتقد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، اتفاق المنطقة الآمنة المبرم بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، والمتضمن إنشاء منطقة آمنة شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها السياسي اليوناني حديث العهد بالسلطة، على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقاً لما نقلته صحيفة "صباح" التركية.
وبحسب الصحيفة، فإن "ميتسوتاكيس" قال "إن كان أردوغان يريد حواراً صادقاً مع أوروبا، أفضل سبيل له إلى ذلك هو الكف عن إرسال آلاف اللاجئين إلى البلدان الأوروبية. إذ أن طريق الحل مع اليونان وأوروبا ليس بهذا الشكل. وإلا يمكننا إنشاء حوار صادق مع الرئيس أردوغان."
كما انتقد "ميتسوتاكيس" تصريحات أردوغان خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول إمكانية إعادة ما بين مليون إلى مليوني لاجئ سوري، إلى الشمال السوري في حال تم إنشاء منطقة آمنة هناك.
وفي معرض تعليقه على هذه التصريحات، قال رئيس الوزراء اليوناني: "أردوغان يرغب في إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا يسكن فيها السنة ليفصل بين أكراد تركيا وسوريا."
وأضاف: "قبول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هذا المقترح، احتمال ضعيف جداً. والحل هو دفع المزيد من الأموال لتركيا كي تعتني باللاجئين داخل أراضيها."
تصريحات رئيس الوزراء اليوناني قوبل بسخرية وعدم الأخذ على محمل الجد لدى الأوساط التركية.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي برهان الدين ضوران، إن دعوات الساسة الأوروبيين وآخرهم دعوة "ميتسوتاكيس"، إلى تبني "حوار صادق"، يدفع الإنسان للسخرية أحياناً.
وأضاف في مقال له نشرته صحيفة "صباح" التركية، أن هذه العقلية لا ترى الأزمة إلا عندما تقرع بابه، وتعمل على تحميل المسؤولية على الطرف الآخر، مذكّراً بدعوات أردوغان طيلة السنوات الماضية، لأوروبا والعالم من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، واقتراح مختلف الحلول من أجل ذلك.
وأشار الخبير التركي الذي يتولى في الوقت ذاته منصب عضو هيئة السياسات الأمنية والخارجية لدى الرئاسة التركية، أن "ميتسوتاكيس" يصرّح وكأنه لم يستنجد قبل أيام في كلمته لدى الأمم المتحدة، من مسألة اللاجئين.
وتابع قائلاً: " يصف رئيس وزراء اليونان اتفاق المنطقة الآمنة بين أنقرة وواشنطن، بأنه خطوة غير صادقة، متجاهلاً أن الآلاف من أكراد سوريا لجؤوا إلى تركيا هرباً من إرهاب ي ب ك/بي كا كا، ومن سياساته لتغيير البنية السكانية في شمالي سوريا."
وأوضح الكاتب أنه "من المثير جداً جهل رئيس وزراء بلد هو المستهدف الأول لموجات اللجوء القادمة من أفغانستان، وسوريا، والعراق، وإيران والدول الإفريقية، قيمة وأهمية التعاون مع أردوغان، كما أنه من الغرابة ظنه بأن الأزمة يمكن حلها عبر دفع بضعة مليارات يورو."
وشدد "ضوران" على أن تركيا لا تقول فقط بأنها ستفتح أبوابها أمام اللاجئين، بل تقترح حلاً للأزمة عبر توطين مئات الآلاف في منطقة آمنة، مضيفاً: "هي تدرك جيداً أن الاكتفاء بتصريحات حول فتح الباب أمام اللاجئين، سيعني موجات لجوء جديدة من أفغانستان وإيران. تركيا ليست محطة لعبور اللاجئين، ولا منطقة لإيوائهم من أجل خاطر الأوروبيين."
وأردف: "لندع جانباً دعوة ميتسوتاكيس حول الحوار الصادق، علينا ألا ننسى بأن تركيا أنفقت حتى الآن 40 مليار دولار للاجئين، فيما لم تدفع لها أوروبا سوى 6 مليار يورو."
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "هناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها لـ "ميتسوتاكيس" حول "الحوار الصادق"، لكن سأكتفي بواحدة فقط. لماذا لا تقوم اليونان بإيفاء التزاماتها فيما يخص مكافحة الإرهاب، وتعيد أعضاء "بي كا كا" و"غولن" المتواجدين على أراضيها؟"
وفي 24 أغسطس/آب الماضي، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، شروع مركز العمليات المشتركة مع الولايات المتحدة في العمل بطاقة كاملة والبدء بتنفيذ خطوات المرحلة الأولى ميدانيا لإقامة منطقة آمنة شرقي الفرات.
وفي 7 أغسطس/آب الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا؛ لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!