كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما تستمر الأحاديث عن العملية العسكرية الوشيكة في شرق الفرات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب قبل أيام: "انتهى الكلام. نحن مضطرون لتنفيذ هذه العملية. أعددنا خططنا. وأصدرنا التعليمات اللازمة. سوف نروي المنطقة من نبع السلام. ربما غدًا وربما أقرب من الغد".
في الخطاب نفسه، وصف أردوغان الخطوات التي أقدمت عليها تركيا بالاشتراك مع الولايات المتحدة من أجل المنطقة الآمنة بأنها "مضيعة للوقت".
بعد هذه التصريحات توحهت الأنظار إلى الحدود. كل التوقعات والتحليلات تشير إلى انطلاق العملية العسكرية في شرق الفرات بين ليلة وضحاها.
ليس من المعروف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم على خطوة مفاجئة في اللحظة الأخيرة من أجل عرقلة العملية لكن الواضح أن أنقرة استنفذت كل الخيارات وأنها أغلقت الباب أمام تغييرات اللحظة الأخيرة.
في الواقع، يستمر النقاش حول "الأهمية" و"الضرورة" و"الحاجة" بخصوص عملية شرق الفرات منذ بدء الحديث عن تنفيذها.
لكن لا يعقل أن تسمح تركيا بقيام "دويلة" من صنع الولايات المتحدة- إسرائيل، أو دولة لتنظيم "بي كي كي"، على حدودها تستهدفها.
غير أن الولايات المتحدة كانت تجري حسابات هذه الخطة التي استثمرت فيها كثيرا، في مواجهة أنقرة ضعيفة.
كان بإمكان واشنطن فرض هذه الخطة على أنقرة مشغولة بصراعات على الحكم وقضايا داخلية وإرادة سياسية ممزقة.
بيد أن الرياح لم تسر بما تشتهيه السفن الأمريكية وواجهت الولايات المتحدة إرادة تركية قوية.
يقف مشروع الولايات المتحدة في إقامة "دولة بي كي كي" اليوم وراء مساعي ضرب التحالف بين حزب العدالة والتنمية والحركة القومية والسعي لتشكيل تحالف كبير آخر ضده.
يشكل تنظيما "بي كي كي" و"غولن" جزءًا من هذا التحالف، في حين يتكون الجزء الآخر من أحزاب سياسية ومنظمات مدنية ووسائل إعلامية بقيادة حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي.
هدف هذا التحالف هو تقسيم وإضعاف الإرادة الوطنية، وإضعاف تركيا وتمهيد الطريق أمام تنفيذ خطط الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
ستحبط عملية شرق الفرات كل هذه الألاعيب القذرة، وستكون خطوة تضمن أمن تركيا، التي يدرك شعبها هذه الحقيقة، ويدعم منذ الآن العملية. الأنظار الآن متجهة إلى الحدود.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس