ترك برس
تنتهي وكالة التعاون والتنسيق "تيكا"، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، من ترميم "السبيل الحميدي" العثماني في العاصمة اللبنانية بيروت نهاية نيسان/ أبريل القادم.
وقال مدير مكتب "تيكا" في لبنان "إبراهيم إربير" في تصريحات لوكالة الأناضول، إن مشروع إعادة ترميم "السبيل الحميدي" جاء بعد أن تعرّض هذا المعلم العثماني التاريخي الثمين الى أضرار عديدة خلال الأعوام الماضية، لافتا الى أنه يعتبر من المعالم التاريخية الهامة جدا في بيروت.
وأشار إربير إلى أن مؤسسة تيكا ستعمل كذلك على ترميم العديد من الآثار العثمانية في لبنان، إضافة للكثير من المشاريع التعليمية والثقافية والتربوية للبنانيين والتركمان والأتراك الماردينيين (نسبة لمحافظة ماردين) الموجودين بأعداد كبيرة في لبنان.
ويبلغ ارتفاع "السبيل الحميدي" 8 أمتار، ووزن الرخام الذي استعمل في تشييده 115 قنطارًا، مرتكزا على دكة هندسيّة مصممة بطريقة فنيّاً فريدة، يتخلل بركته زخارف مميزة، وتظهر الطرة العثمانية مثبتة فوق النجمة الخماسيّة، حيث برز اسم السلطان عبد الحميد الثاني في تلك الطرة ضمن دائرة وبخط هندسي رائع.
ويظهر على وجهين من السبيل كتابة مُذهبة باللغتين العربية والتركية، بمعنى واحد :"أنشئ هذا السبيل الحميدي عام ثلاثماية وثمانية عشر بعد الألف من الهجرة النبويّة تذكاراً وتعظيماً لمضي خمس وعشرين سنة من جلوس حضرة سيدنا ومولانا السلطان ابن السلطان ابن السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني على عرش الخلافة الإسلاميّة الكبرى وأيكة السلطنة العُثمانيّة العظمى وصدقة جارية تنضّم لما لجلالته من عظيم الخيرات وتعميم المبرات".
يشار أنه عام 1900 وبمناسبة مضي 25 عاما على تولي السلطان عبد الحميد الثاني الحكم في الخلافة العُثمانيّة، أنشئ السبيل الذي عُرف باسم "السبيل الحميدي" في المنطقة المعروفة بالسور بالقرب من بوابة يعقوب في بيروت، وفيما عُرف بعد ذلك باسم الهول وساحة رياض الصلح.
واتخذت بلدية بيروت عام 1957 قرارا بتفكيك السبيل حجراً حجراً ونقله إلى حديقة الصنائع، ومن ثم إعادة تركيبه كما كان تماماً، ولقد أقامت مكانه تمثالاً لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رياض الصلح، ومن ذلك التاريخ أصبحت تُعرف الساحة باسم، ساحة رياض الصلح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!