ترك برس
بعد ما يقارب عقدا من الزمان سيطرت فيه الدراما التركية على اهتمام الجمهور العربي منافسة الدراما المصرية والسورية والخليجية دخلت شركات الإنتاج الإماراتية على الخط لتحدي الدراما التركية بإنتاج ضخم يخالف الصورة التي حاولت الدراما التركية رسمها للإمبراطورية العثمانية في مسلسلات، مثل "الفاتح"، و"قيامة أرطغرل" ومؤخراً "المؤسس عثمان".
وأثار عرض البرومو الترويجي للمسلسل التاريخي المنتج إماراتياً "ممالك النار" حالة من الجدل والترقب أيضاً لردود الفعل التي ستظهر عقب عرض حلقاته.
ويتناول المسلسل فترة سقوط دولة المماليك على يد الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول، ويسلط الضوء على حياة السلطان المملوكي طومان باي الذي انهزم أمام السلطان العثماني سليم الأول في معركة الريدانية التي جرت في مصر عام 151م، 922هـ، إلا أنه يتضمن العديد من المغالطات المنهجية والمنطقية.
الكاتب الصحفي المصري، عامر سليمان، رأى في تقرير له على موقع "تي آر تي عربي"، أن مسلسل "ممالك النار" رغم ضخامة الإنتاج (40 مليون دولار) بعيد كل البعد عن منافسة الدراما التاريخية التركية التي تتميز بـ"النَّفَس الطويل" كما تهتم بالتركيز على الجانب النفسي والأخلاقي للشخصيات إضافة إلى الإنتاج الضخم أيضاً، بينما "ممالك النار" عمل صغير يتكون من 14 حلقة فقط ومن الواضح أنه سيعتمد على السرد التاريخي فقط بما يتناسب مع الأيديولوجيا التي يتبناها.
وأشار إلى أن متابعين رأوا أنه على الرغم من عدم نشر حلقات المسلسل حتى الآن وأن مدة البرومو الترويجي الذي نُشر لم تتجاوز دقيقتين، بأن الرسالة التي يرغب المسلسل في تقديمها واضحة للغاية ولا تحتاج لتحليل عميق لفهمها؛ ألا وهي مواصلة الهجوم على تركيا من خلال تشويه تاريخ الدولة العثمانية.
وأضاف أن المسلسل يعتبر نقطة تحول مهمة بالتوجه الإماراتي في الهجوم على تركيا وتشويه تاريخها، إذ انتقلت من مجرد استخدام اللجان الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى محاولة توظيف الفن والدراما لخدمة الغرض ذاته، كونهما أكثر قدرة على الوصول إلى كل شرائح المجتمع.
ورأى الصحفي المصري أن عرض قناة MBC المسلسل بعد أن كان من المقرر عرضه حصرياً على منصة "نتفليكس" مسبقة الدفع، دليل على الرغبة في إيصال تلك الأيديولوجيا إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير.
ونقل التقرير عن أوغوزهان دورسون عضو هيئة التدريس بجامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول قسم التاريخ، وطالب الدكتوراه حول "التاريخ والسينما"، قوله إن التوتر في السنوات الأخيرة بين تركيا وبين ما أطلق عليه "تحالف الكرة الزجاجية" (الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر) بسبب عدة ملفات كان سبباً في إيقاف قناة MBC السعودية عرض المسلسلات التركية في مارس 2018 ثم شنها هجوماً على المسلسلات التركية ولا سيما التاريخية.
وأضاف دورسون أن اللجان الإلكترونية السعودية كثفت جهودها خلال الفترة الأخيرة في موضوع تشويه صورة الدولة العثمانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أن التلفزيون أيضاً يشكل إحدى جبهات "الحرب الهجينة" لما له من قدرة على التأثير على قطاع عريض من الجماهير وإحداث تغيير ثقافي في المجتمعات.
وأشار إلى أن تنامي "القوة الناعمة" التركية في المنطقة العربية مستفيدة من الانتشار الكبير للمسلسلات التركية أزعج بعض الدول في منطقة الخليج، مما تسبب أيضاً في شن حرب على المسلسلات التركية ومنع عرضها على بعض القنوات، ومن ثم دفعها إلى إيجاد بديل لسد الفراغ الناتج بعد غياب الدراما التركية. وتابع "مسلسل ممالك النار على قناة MBC السعودية أحد تلك المحاولات لسد هذا الفراغ ولاستكمال حملة التشوية والشيطنة للدولة العثمانية."
واختتم التقرير بالقول إنه "من الحقائق التاريخية التي يبدو أن المسلسل لن يتعرض لها حقيقة أن دولة المماليك هي دولة تركية في الأصل كانت تطلق على نفسها اسم "الدولة التركية" وكان قادتها يتحدثون فيما بينهم باللغة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!