ترك برس
انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، موقف دولتين عربيتين حيال الأحداث في المنطقة، وقال إنهما تعتقدان أن الأموال يمكنها حل جميع المشاكل.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، انتقد تشاووش أوغلو موقف الإمارات والسعودية تجاه التحركات التركية شمال شرقي سوريا في عملية "نبع السلام"، واعتبر أن عليهما النظر للمرآة أولا قبل انتقاد تركيا، متسائلا: ماذا قدموا للعرب؟
وأضاف أنه قياسا بما يحصل باليمن، هناك العديد من الانتقادات الموجهة للدولتين، مشددا على أن عملية "نبع السلام" تستهدف الإرهابيين، ولا يتأثر بها المدنيون، في حين تسببت العملية السعودية الإماراتية في قتل عشرات الآلاف باليمن.
كما أدى حصارهما إلى مقتل مئات الآلاف بسبب الجوع والأوبئة، مشددا على ضرورة محاسبتهما، خاصة أنهما يحاولان منع حتى المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن ما يحصل باليمن تحول لقضية إنسانية، وإن كانت الإمارات والسعودية تعتقدان أنه بدفع الأموال يمكن حل جميع المشاكل؛ فالمحاسبة ستكون أمام الله لقتلهما هؤلاء المدنيين.
وفي ما يتعلق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، قال تشاووش أوغلو إن تركيا لم تأخذ النقود وتتستر على الجريمة كما فعل آخرون، ولذلك حولت السعودية الموضوع لمسألة ثنائية.
كما طالب بمحاسبة من قام بالجريمة أمام القضاء، مؤكدا أن تركيا أرادت التعاون في القضية، في حين لم تبد السعودية استعدادا لذلك.
أما عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، فشدد تشاووش أوغلو على موقف تركيا من الإرهاب، مؤكدا تواصل المؤسسات المعنية التركية مع أميركا للمساعدة في العملية.
ولذلك شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا لتعاونها، كما لفت إلى استمرار التعاون مع أميركا لمحاربة التنظيمات الإرهابية.
أوضح تشاووش أوغلو أن اتفاقية تركيا مع أميركا تقضي بسحب جميع العناصر الإرهابية من تل أبيض ورأس العين، وأن أميركا أخبرتهم كتابيا بانسحابهم. وحسب الاتفاق، من حق تركيا التدخل لتحييد المختبئين في حال عدم انسحابهم كليا.
كما أشار إلى بدء العمل مع روسيا لتحويل المناطق التي تقع خارج العملية العسكرية التركية إلى "منطقة آمنة"، وتم التوصل لاتفاقية تقضي بانسحاب العناصر الإرهابية ثلاثين كيلومترا، وهناك دوريات عسكرية مشتركة تهدف إلى إزاحة الإرهابيين بشكل كامل.
وشدد الوزير التركي على أن تركيا لا مشاكل لديها مع الأكراد، لكنها تحرص على وحدة الأراضي السورية ومحاربة التنظيمات الإرهابية والانفصالية.
وإن لم تنسحب ستعمل تركيا على تطهير المنطقة بمساعدة عناصرها الاستخباراتية القوية، مشددا على أن التفريق بين الإرهابيين والأكراد الآخرين مهم لضمان استقرار المنطقة.
اعتبر أن اللقاءات الثنائية بين البلدين تتم بشكل جيد، لكنها لا تخلو من بعض التوترات، وذلك بسبب مطالب تركية كتسليم فتح الله غولن "الإرهابي" لمحاكمته، كما أن أميركا كانت تدعم الوحدات الكردية وقامت بتسليمها أكثر من ثلاثين ألف شاحنة من الأسلحة.
وأوضح أن تركيا تعمل على أن تكون السياسة متعددة الأطراف، وما دامت مصالحها تتفق مع أميركا فيمكن خطو خطوات مع بعضهما البعض، إلا أنها تعارض كل ما يخالف مصالحها كقضية فلسطين والقدس المحتلة والعقوبات على إيران.
وأشار إلى أن أزمة السنة الماضية لم تحصل بسبب تصريحات ترامب، بل كانت وراءها مجموعة تضم بعض الدول العربية؛ التي قامت بهجوم على الليرة التركية، فحصلت تذبذبات في سعر الصرف، ولكن التدابير المتخذة أنقذت الموقف، مشددا على قوة وجاهزية الاقتصاد التركي لمثل هذه الأزمات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!