ترك برس
بدأ مؤخرًا عرض فيلم "هرقل الصغير نعيم؟" (Cep Herkülü: Naim Süleymanoğlu) الذي تناول مسيرة الربّاع التركي الراحل نعيم سليمان أوغلو، الملقب بـ"رياضي القرنِ" لتحطيمه العديد من الأرقام القياسية خلال مسيرته الرياضية، مكتسحًا جميع منافسيه بالمسابقات الدولية لرياضة رفع الأثقال، كما اشتُهر بلقب "هرقل الصغير" بسبب قصر قامته إذ لم يتجاوز طوله 1.47 مترًا.
تزامن عرض فيلم هرقل الصغير في صالات السينما التركية مع الذكرى السنوية لوفاة الربّاع نعيم. وقد أدّى دوره في الفيلم الممثل الهولندي "حيات فان إيك" الذي يتقن التركية لكون والدته تركية تركية الأصل، والفيلم من إخراج و سيناريو "أوزير فيزي أوغلو" ومن إنتاج "مصطفى أوسلو".
ولد سليمان أوغلو عام 1967 لأبوين بلغاريين من أصل تركي، ِوهم من الأقليات التركية في بلغاريا، ِالتي عاشت معاناة لمنعها من التسمّي بأسماء ذات الطابع التركي.
لجأ نعيم للسفارة التركية في أستراليا عام 1986، وذلك خلال مشاركته في بطولة العالم لرفع الأثقال التي أقيمت في مدينة ملبورن. ولم تعلق بلغاريا على طلبه اللجوء السياسي لتركيا. وفي ذلك الحين، أمر رئيس الوزراء التركي تورغوت أوزال بجلب سليمان أوغلو بطائرة خاصة.
وفي عام 1988 دفعت تركيا لبلغاريا مليون دولار من أجل سماحها لنعيم سليمان أوغلو بتمثيل تركيا في أولمبياد سيول في نفس العام. وبعدها تم منحه الجنسية التركية وتغيير اسمه من "نعيم سليمانوف" بلغاري الطابع إلى "نعيم سليمان أوغلو" ليشارك باسم تركيا في البطولات العالمية.
في أولمبياد برشلونة عام 1992، أقيمت منافسة بين نعيم واليوناني فاليريوس ليونيديس، في مباراة كانت تعد من أفضل المنافسات تاريخيًا، حيث عادت العلاقات طيبة بشكل نسبي بين تركيا واليونان بعد مصافحة الثنائي عقب فوز نعيم بالميدالية الذهبية.
لم يعرف سليمان اوغلو الفشل في حياته الرياضية إلا في عام 2000 حين لم يستطع تحقيق أي نجاح. فقرر الاعتزال ليتجه للعمل السياسي.
ويعد سليمان أوغلو الرمز الرياضي الأهم في تركيا على مدار التاريخ. لدرجة أنه حظي باهتمام خاص من رؤساء الحكومات والمسوؤلين الأتراك في تركيا.
وخلال مسيرته الرياضية، حقق نعيم بطل رفع الأثقال التركي الأسطوري المركز الأول بثلاث دورات أولمبية: سيول 1988، وبرشلونة 1992، ِوأتلانتا 1996. وفي بطولة العالم التي أقيمت عام 1993 حقق ثلاث ذهبيات، وفي بطولة العالم التي أقيمت في العام الذي يليه كرر الإنجاز ذاته.
وضعت صورته على غلاف مجلة "تايم" عندما حصل على 3 ذهبيات على صعيد البطولات القارية في عام 1988، وفي عام 1994 حطم 3 أرقام قياسية في بطولة أوروبا التي أقيمت في بلغاريا.
وبعد مشوار حافل بالنجاحات والألقاب، هزم المرض نعيم الذي توفي في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 في إحدى مشافي إسطنبول حيث أجرى عملية نتيجة قصور في الكبد تعرض خلاله لنزيف في الدماغ و ذلك عن عمر ناهز الخمسين عامًا.
عزى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوله: ِِِِِ"سيذكرك التاريخ بكل حب واحترام"، ونشر رئيس الوزراء التركي في حينها بن علي يلدريم ونائبه بكير بوزداغ رسالة عزاء بوفاته معربين عن حزنهم وقائلين إنّ نعيم "كسب احترام و تقدير الأمة التركية برمتها عبر أخلاقه الرياضية وموقفه الوطني. عالمنا الرياضي فقد عضوًا مهمًا للغاية"، كما كان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو من بين المعزين.
أدى الأتراك صلاة الجنازة على روح نعيم سليمان أوغلو في جامع السلطان محمد الفاتح، التي حضرها رئيس الوزراء في ذلك الحين يلدريم، والعديد من النواب من مختلف الأحزاب التركية. كما شارك فيها حشد كبير من المواطنين الأتراك، وشارك المسؤولون الأتراك بحمل جثمان الرياضي الملفوف بالعلم التركي وعلى رأسهم يلدريم. وحضر أيضًا منافسه اليوناني فاليريوس ليونيدس جنازته.
وفي يوم وفاته، نشر نادي برشلونة الإسباني تغريدة على تويتر رسالة تعزية للاتراك "بوفاة رياضي القرن "نعيم سليمان أوغلو" البطل الأولمبي ثلاث مرات من بينها برشلونة 1992، وحامل الأرقام القياسية التي لا تحصى. رحل من بيننا فليرقد بسلام".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!