ترك برس
نشرت وكالة بلومبرغ الأمريكية تقريرا عن تجدد الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية بعد أسابيع قلية من قمة من قمة حلف شمال الأطلسي، في أعقاب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكورجيك، نقلت فيه عن خبراء أن أنقرة لن تغادر الناتو، لكنها ستواصل تبني نهج مستقل.
وينقل التقريرعن مسؤولين في مقر الناتو في بروكسل أن أحدًا لا يتحدث عن تهديد إغلاق القاعدتين، ناهيك عن طرد تركيا المحتمل من الحلف، ولكن التهديد التركي بإغلاق القاعدة ورد وزير الدفاع الأمريكي أشعل المخاوف من أن التحالف الغربي قد يكون في سبيل مواجهة مع تركيا في المستقبل.
وقال نائب الأمين العام السابق لحلف الناتو ألكسندر فيرشبو في حديث للوكالة، إن جميع الأطراف تدرك أن الحفاظ على تركيا في الناتو هو في مصلحة الجميع. هذا على الرغم من الإحباط الحقيقي في أنقرة بشأن فشل الناتو في أخذ المخاوف الأمنية التركية على محمل الجد، وفي المقابل يشعر الناتو بالإحباط من شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي الروسي S-400.
ووفقا لفرشبو، لا توجد آلية في المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو للسماح بطرد عضو ضد إرادته. وقد خفف التحالف من حدة الخلافات الحادة بين تركيا وفرنسا في اجتماع قادة الناتو في لندن في 3-4 كانون الأول/ ديسمبر.
لكن هذا لا يعني كما يذكر التقرير، اختفاء هذه التوترات، فقد ناقش قادة الاتحاد الأوروبي الحالة الشائكة للعلاقات مع تركيا الأسبوع الماضي، لكن الخيارات تبدو محدودة.
ويلفت إلى أن تهديد الرئيس أردوغان بإغلاق القاعدتين إذا فرضت عقوبات على تركيا لا يشير إلى أي استعداد من جانب الرئيس التركي للانفصال عن حلف شمال الأطلسي، بل لاستخدام التحالف كرافعة في نزاع ثنائي مع واشنطن.
وأوضح أن القاعدتين لا تتبعان لحلف الناتو ، كما أن أردوغان لم يهدد بإغلاق مقر قيادة القيادة البرية للتحالف، على ساحل بحر إيجة.
وأردف أن إنجرليك وكورجيك هما قاعدتان تسيطر عليهما تركيا وتوافق على استخدام الولايات المتحدة لهما، وفقًا لموافقات من البرلمان التركي. ومن قبل رفض البرلمان الموافقة على استخدام إنجرليك في حملات القصف في العراق وسوريا عدة مرات ما اضطر واشنطن إلى نقل العديد من الطائرات المقاتلة الأمريكية إلى الأردن والخليج.
السيطرة التركية
ووفقا لآرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية في واشنطن، فإن قاعدة إنجرليك على الرغم من أهميتها في الماضي، فإنها تستخدم حاليا في تخزين لأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية وكمركز نقل لعمليات الانتشار في أفغانستان، وأن من الممكن استبدالها بمكان آخر لأداء هاتين المهمتين.
لكن شتاين يستدرك بأن منع الجيش الأمريكي من استخدام قاعدة كورجيك سيكون له تداعيات عملية أكثر على الحلف، لأن القاعدة تستضيف نظام رادار تديره الولايات المتحدة ولكنه مهم بالنسبة لحلف الناتو، لأنه قادر على اكتشاف أي إطلاق صاروخي باليستي محتمل من إيران.
وأضاف أنه لا يمكن لأي عضو آخر في حلف الناتو أن يقدم موقعًا بديلا فعالا لكن الأهم من أي قاعدة هو رغبة أردوغان في التحدي.
وبين أن أي تقييم متشدد مفاده أن العلاقات العسكرية بين تركيا والولايات المتحدة وحلف الناتو مرغوبة، لكنها لم تعد ضرورية، قد يجبر أردوغان على الاختيار بين التراجع أو مواصلة التهديد بإغلاق القواعد، وهو ما سيؤدي إلى جولة جديدة من عمليات الانتقام.
ويشير التقرير إلى أن المزيد من التصعيد فيما يتعلق بتشغيل تركيا منظومة الصواريخ الروسية إس 400، وإحباطها مشروع غاز شرق المتوسط الذي تدعمه الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى زيادة الضغط على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، لتقديم مشروع قانون العقوبات إلى مجلس الشيوخ للتصويت، على الرغم من تردده الحالي.
واستدرك أن تركيا في عام 2019 لم تعد تعتمد على المساعدات المالية الغربية أو واردات الأسلحة، وهي تقوم بدور أكثر استقلالية في كثير من الأحيان في صراع مع السياسات الأمريكية والأوروبية.
وقال شتاين: "منذ خمس سنوات يردد الناس في واشنطن نفس الحجة القائلة بأن الأتراك لن يشتروا حقًا صواريخ S-400، أو أنهم لن يغزوا سوريا حقًا، لكنهم فعلوا ذلك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!