طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
خلطت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس الحسابات وأثارت التساؤلات. لم تكن الزيارة مبرمجة لكن من الواضح أن أردوغان خطط لها مسبقًا.
التعليقات على الزيارة المفاجئة، وخصوصًا من التونسيين، أشارت إلى إمكانية إبرام اتفاقية عسكرية بين تركيا وتونس.
هناك اتفاقية عسكرية بين تركيا وليبيا. والأحاديث تدور عن إرسال قوات تركية إلى ليبيا.
يلفت التونسيون إلى أن موانئهم البحرية والجوية في الجنوب مجاورة لليبيا، وعلى الأخص طرابلس، عاصمة حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تدعمها تركيا.
بمعنى أن بإمكان تركيا تقديم كل الدعم العسكري والمساعدات الإنسانية لطرابلس عن طريق تونس.
ربما تكون تركيا، من خلال هذه الزيارة، أقدمت على خطوة أمنية هامة باتجاه حماية حكومة الوفاق الوطني الليبية ضد هجمات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر.
يبدو أن إنهاء الاشتباكات المسلحة، أي تحقيق وقف إطلاق النار بين حفتر وحكومة السراج كانت من مواد أجندة الزيارة.
إذا تم تحقيق وقف إطلاق النار وواصلت حكومة السراج عملها بصفتها الحكومة الشرعية فإن المخاوف الأمنية سوف تزول وبالتالي تسري مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا بشكل سليم.
لكن حفتر رجل لا يؤمن جانبه، بالنتيجة تقف وراءه إسرائيل ومصر وجنوب قبرص والإمارات والكثير من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وحتى روسيا.
تتعرض حكومة طرابلس، التي أبرمت تركيا الاتفاف معها، لهجمات من جانب قوات حفتر. استمرار حكومة طرابلس مهم جدًّا بالنسبة لأنقرة.
لهذا قد تكون تركيا أقدمت على حملة لحماية أمن طرايلس عن طريق جارتها تونس. وفي حال عقد اتفاقية بين تركيا وتونس بخصوص ليبيا فإنها لن تقتصر على أمن طرابلس.
فمثل هذه الاتفاقية، في حال ضمها تونس إلى جبهة المتوسط التي شكلتها أنقرة، ستوسع وتقوي التحالف المتمحور حول تركيا.
سيكون لهذا التحالف دور في القمة المزمع عقدها في يناير/ كانون الثاني حول ليبيا في العاصمة الألمانية برلين، وسيمهد الطريق أمام مشاركة تركيا في القمة برفقة قوى تدعم حكومة طرابلس مباشرة.
وهناك أمر آخر. إذا وقعت تركيا اتفاقية مع تونس حول البحر المتوسط وأمن ليبيا فمن المحتمل أن تتبعها خطوات أخرى. بمعنى أن السلسلة التي بدأت مع ليبيا واستمرت مع تونس ربما تتواصل مع الجزائر والنيجر وتشاد.
البلدان المذكورة مجاورة لليبيا، وتتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لتركيا، وفي حال دعمها السلسلة الأمنية التي ستبدأ من الغرب مع تونس، فإن تركيا ستكون ضمنت سلامة الاتفاق المبرم مع ليبيا، والذين يحظى بأهمية قصوى لكلا البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس