ترك برس
تواصل تركيا التي توسّع ترسانتها المحلية الصنع، أعمالها على أسطول من ست غواصات جديدة من شأنها تعزيز قوة البحرية التركية. وتخطط البلاد لإطلاق غواصة واحدة كل عام بين عامي 2022 و2027.
وقد حققت تركيا في 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي مرحلة جديدة في مشروعها الجديد للغواصات والذي يسعى لتعزيز قدرات البحرية التركية في بحر إيجه والبحر المتوسط.
وفي احتفالٍ أقيم في حوض بناء السفن غولجوك شمال غرب تركيا، دخلت "بيري ريس"، وهي أول غواصة تمّ تطويرها كجزء من المشروع، المياه بما يتماشى مع المرحلة التالية من الإنتاج. كما شهد الحفل لحام الورقة المعدنية الأولى على السفينة الخامسة "سيدياليريس".
وفي كلمته في الاحتفال بهذه المناسبة، قال الرئيس رجب طيب أردوغان أن إجمالي ست غواصات جديدة، واحدة كل عام، سينضمّ إلى القوات البحرية التركية بين 2022 و2027، وأضاف أن تركيا بدأت بناء أول غواصة، وهي "بيري ريس"، قبل أربع سنوات، مشدّدًا على أن الغواصة ستدخل الخدمة في عام 2022.
وإلى جانب بيريريس، أشار الرئيس إلى أن البلاد كانت قد أشرفت في وقت سابق على إجراء أول عملية لحام على ثلاث غواصات أخرى هي "هيزي ريس"، و"مراد ريس"، و"أيدن ريس"، وشرعت في عمليات البناء.
وتقوم تركيا ببناء أسطول من ست غواصات دفع جديدة من طراز 214 جوية، مستقلة جويًّا كجزء من عقد تمّ توقيعه مع شركة "ThyssenKrupp" الألمانية للنظم البحرية في عام 2009. بدأ العمل على إنشاء المركب الأول في الصنف، "بيري ريس"، في عام 2015.
وقال أردوغان إنه سيتمّ البدء ببناء الغواصة الأخيرة من الصنف، وهي "سلمان ريس"، بحلول نهاية العام القادم. وأعرب عن أمله في استخدام الغواصات من أجل البلاد والأمة والجيش والبحّارة. وأكّد أنه تمّ تسمية كل غواصة بأسماء "شخصيات مهمة حقًّا".
وفي حين أن "بيريريس" قد دخلت الآن إلى المياه، فإن معدات الغواصة الثانية "هيزي ريس"، فضلًا عن أن تصنيع هياكل الغواصات الثالثة والرابعة، لا يزال مستمرًّا. وتتولّى رئاسة صناعة الدفاع تنفيذ المشروع.
وسوف تتمكن الغواصات من القيام بعمليات طويلة الأمد بسرية، ومع طوربيد متقدمة عالية السرعة، وصاروخ موجّه يمكن رميه على أهداف سطحية (بما في ذلك الأرض).
ويبلغ طول الغواصات 68.35 مترًا وقطرها الخارجي 6.3 مترًا وإزاحة بمقدار ألف و850 طنًّا وقدرة 40 فردًا.
والغواصات هي الأولى في البحرية التركية التي تستخدم تكنولوجيا خلايا الوقود المعروفة باسم النوع 214، فضلًا عن نظام دفع مستقل عن الجو. فالغواصات، المجهزة بأسلحة ضد أهداف تحت الماء، وأهداف سطحية، وأهداف أرضية، قادرة على إطلاق أنواع عديدة من الطوربيدات والصواريخ، فضلًا عن زرع الألغام.
ويعد المشروع البحري الفرعي الجديد، الذي يجري بالتنسيق مع المقاول الرئيسي شركة "Thyssen Krupp" للنظم البحرية، على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية وينطوي على إنجاز أهداف متعددة الأبعاد مثل نقل التكنولوجيا، وتطوير الهياكل الأساسية، وتدريب الموظفين التقنيين، وتوطين المنتجات وتصنيعها للتكنولوجيات المغمورة في المياه والمنصات البحرية.
ويشارك متعاقدون في مجال الدفاع التركي في تسليم غالبية أنظمة الغواصات. تستخدم الغواصات أنظمة تمّ تطويرها من قبل أسيلسان، وهافيلسان، وميلسوفت، وشركة تجارة وهندسة تكنولوجيا الدفاع، ومركز البحوث العلمية والتكنولوجية الوطني التركي توبيتاك، وأييساش، في حين يساهم المصنّعون المحليون "غورديسان"، و"سيرينا مارين"، و"أريتاش"، و"إي مارين"، في عملية التصنيع.
وستشكّل المكاسب التي تحققت حتى الآن، من حيث زيادة مشاركة الصناعة المحلية إلى أقصى حد، مرجعًا قويًّا للغواصات المحلية والوطنية التي يُعتزم بناؤها في إطار مشروع الغواصات الوطنية.
وقد بدأت الأعمال في نظام توزيع المعلومات البحرية الفرعية، الذي أطلق عليه اسم "قلب الغواصة من النوع الجديد"، في عام 2011، وتمّ تطويرها بواسطة "هافيلسان"، التي استخدمت تكنولوجيا البرمجيات المدمجة في الوقت الحقيقي للنظام. وفي الوقت نفسه، تحقق تكاملًا سلسًا مع 105 وحدات مختلفة داخل الغواصة.
تمّ إكمال النظام الأول خلال ثماني سنوات مع عدد من الميزات الإضافية. في عام 2019، تمّت إضافة القدرة على تسجيل البيانات لمدة 50 يومًا على الأقل. وقد كُتب نحو 400 ألف سطر من الرموز للنظام، كجزء من مشروع يستفيد من عمل 111 مهندسًا وفنيًّا وخبيرًا ساهموا في المشروع. وقد اكتمل تسجيل العلامة التجارية لنظام توزيع المعلومات البحرية الفرعية في عام 2014، ثم أعقب ذلك طلب براءة اختراع تمّ استكماله في عام 2015.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!