أحمد تاشغاتيران - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
هل تعلمون ماذا يفعل الشخص إذا كان يتحلى بالكرامة ومؤمناً بحق بالآخرة مهما كانت كثرة ذنوبه وبأن كل أفعاله تتم كتابتها ويؤمن بالكرام الكاتبين وبعلام الغيوب وبأن الذي يكتب بدفتر أعماله سينكشف وسيحاسب على أساسه؟ إذا ارتكب خطأ أو حراماً فإنه يخرج أمام الشعب بكل شجاعة ويعترف بأنه سرق أو مد يده إلى حرام أو نظر إلى الحرام أو أنه حمى مقربيه أو فضلهم على غيرهم. وأنه أدخل البعض في وصايته واستعملهم في خدمته كما استخدم فرعون قومه بالضبط. يعترف ويقول فعلت كل ذلك , الخطأ خطئي. فإذا فعل ذلك وتعهد بالتوبة وعدم العودة إلى فعله ذاك فإن الله تعالى يغفر له ويمحي تلك الذنوب.
هذه الفقرة مقتطعة من درس فتح الله كولن الذي قام بإذاعته الأسبوع الماضي عبر موقع herkul.org وقد استمعت إلى مثل هذا الدرس قبل عدة أيام عبر قناة ميهتاب بين شخصين. حيث تؤخذ الآيات والأحاديث في هذه اللقاءات وتوضع في سياق يخدم التوتر القائم في يومنا هذا بين الجماعة والحكومة.
نعم تستخدم بهذا الشكل.
إذا نظرنا إلى حديث فتح الله كولن بشكل مجرد فإنه ليس هناك مايعيبه. فإذا أتينا بالآيات والأحاديث بشكل مجرد فإن الجميع يفهم منها ما يجب أن يفهمه. وفوق ذلك فإن الذي يورد هذه الآيات والأحاديث مشمول أيضاً بالأحكام التي ترد فيها ويجب أن ينظر إذا كان ضمن الذين تتحدث عنهم تلك الآيات أم لا. لأن الآيات والأحاديث تشير أيضاً إلى الذين يعظون غيرهم وينسون أنفسهم.
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) البقرة 44 . ولكن المشكلة تبدأ عندما تأخذون تلك الآيات والأحاديث وتستعملونها بشكل يساند أهدافكم.
أفكر فيما إذا تم إنشاء جملة على الشكل التالي: هل تعلمون ماذا يفعل الشخص إذا كان يتحلى بالكرامة ومؤمناً بحق بالآخرة مهما كانت كثرة ذنوبه وبأن كل أفعاله تتم كتابتها ويؤمن بالكرام الكاتبين وبعلام الغيوب وبأن الذي يكتب بدفتر أعماله سينكشف وسيحاسب على أساسه؟ وإذا ما تم إضافة جواب لهذا السؤال على الشكل التالي: إذا ارتكب خطأ أو حراماً فإنه يخرج أمام الشعب بكل شجاعة ويقول: أنا قمت بأفعال تشابه أفعال فرعون ويزيد وسفيان ضد المؤمنين, واتهمتهم بالخروج عن الإسلام, وأصدرت فتوى بأن الحجاب ليس إلزامياً في الدين, وفتحت بذلك الطريق لآلاف الطالبات والموظفات الحكوميات للدخول في المحرمات, وقد ساعدت على تصفية سياسي مسلم من قبل قوى داخلية وخارجية, وغضضت الطرف عن سرقة الأسئلة من قبل التابعين لي بهدف دخولهم في مناصب الدولة حتى أنني شجعتهم على ذلك , وبذلك فإني تعديت على حق الآلاف من العباد ... لقد فعلت كل ذلك, لقد أخطأت وأتعهد بالتوبة وعدم العودة إلى فعله ذاك فإن الله تعالى يغفر له ويمحي تلك الذنوب.
ماذا تعتقدون هل يمكن لتلك الجمل أن تكون على هذا النحو أيضاً؟
برأيي أن فتح الله كولن يعرف عقوبة استخدام الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة لأغراض غير إسلامية. ولذلك فإن المسلم ينظر إلى نفسه أولاً عند قراءة التحذيرات الواردة في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
ألاحظ في الجماعة مايلي:
كأن خطب كولن ليست موجهة لهم, بل إنهم يستمعون إليها للحكم على غيرهم. وبذلك فإن تلك الخطب لا تفيد مستمعها بغير جعله يمتلأ بالحقد على غيره. وعندئذ فإن المتكلم لا يكون واعظاً بل يصبح شخصاً محرضاً على الفتن.
أما فيما يتعلق بحادثة استخدام الآيات والأحاديث فأرى أن ينتبه الذين يدافعون عنه إلى الجمل الأولى من ذلك القسم " إذا كان مؤمناً بحق بالآخرة مهما كانت كثرة ذنوبه وبأن كل أفعاله تتم كتابتها ويؤمن بالكرام الكاتبين وبعلام الغيوب وبأن الذي يكتب بدفتر أعماله سينكشف وسيحاسب على أساسه".
هل من السهل جداً الدفاع أمام الله عن شخص قام بأفعال فرعون؟ وعندما سيُسأل: من الذي قصدت بذلك؟ هل سيقول "لم أقصد أحداً" أم هل سيفعل كما يفعل اليوم ويلقي بالاتهامات على غيره ؟ ليس من السهل أن يتحلى الإنسان في هذه الدنيا بالحساسية التي تتطلبها المحكمة الكبرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس