ترك برس
أخفقت المحادثات التركية الروسية بشأن إدلب في التوصل إلى اتفاق بعد أن رفضت تركيا خطة روسيا التي تشتمل على سيطرة تركية على قطاع من منطقة التصعيد بإدلب، بعرض 15 كم، على طول الحدود السورية التركية، وأصرت على الانسحاب الكامل لقوات النظام من منطقة وقف التصعيد.
ويلفت المحلل السياسي الروسي كيريلي سيمينوف، إلى أنه على الرغم من إخفاق المفاوضات، فإن هناك تحسنًا واضحًا في خلفية العلاقات بين البلدين، إذ استؤنفت الدوريات الروسية التركية المشتركة في شمال شرق سوريا يوم 17 فبراير شباط.
ويضيف في مقاله الذي نشره موقع المونيتور، أن من المحتمل أن تنسق البلدان الخطوات التكتيكية في إدلب، وهو ما قد ينطبق على كل من مناطق الانتشار العسكري التركي ومناطق العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري.
ووفقا لسيمينوف، بعد انتهاء عمليات النظام في ريف حلب وإنشاء منطقة أمنية بالقرب من الطريق السريع M5، قد تتقدم قوات النظام لاستعادة الطريق السريع M4، الذي يربط حلب واللاذقية. وإذا تمكن النظام من السيطرة الكاملة على الطريقين السريعين M4 وM5 اللذين يمران عبر إدلب، فقد يتبع ذلك تجميد آخر للوضع في منطقة التصعيد.
وأضاف أنه من المحتمل أن يكون أي اتفاق جديد محتمل بشأن إدلب مؤقتًا وهشًا. ومن المرجح أيضًا أن يستند إلى مذكرة سوتشي لعام 2018، والتي على الرغم من عدم ارتباطها بالوضع الفعلي، يواصل الطرفان الإصرار على ضرورة تنفيذها. ومن ثم ترفض تركيا التخلي عن طلبها انسحاب قوات الأسد من منطقة التصعيد.
ورأى أنه من غير المرجح أن توافق روسيا، بدورها، على ضمان "المنطقة الأمنية التركية" - وإن يكن بشكل غير رسمي - على مناطق في إدلب لم يسيطر عليها الأسد بعد، على غرار ما فعلته من قبل حين منحت ضمانا لعمليات الجيش التركي درع الفرات وغصن الزيتون.
وبحسب المحلل الروسي، فإن هناك شكوكًا في أن تكون القوات التركية المنتشرة في إدلب مستعدة لشن هجوم مضاد حقيقي، إذ يُنظر إلى انتشارها الحالي على أنه دليل على القوة دون استعداد حقيقي لاستخدامها دون خطة مدروسة جيدًا.
ويستنتج أن محاولة جيش النظام شن هجوم على مدينتي إدلب وتفتناز، حيث تتركز القوات التركية أكثر، قد ينظر إليها على أنها لحظة حقيقة. وإذا تمكنت قوات النظام من الضغط بين المواقع التركية دون هجوم تركي مضاد حقيقي، فيمكنها التقدم حتى الحدود التركية، والسيطرة الكاملة على منطقة وقف تصعيد إدلب وإغلاق جميع القواعد التركية.
لكنه يستدرك أن مثل هذا السيناريو سيكون هزيمة خطيرة لأردوغان أمام قاعدته الانتخابية، ولذلك فمن غير المرجح أن يسمح الرئيس التركي بحدوث ذلك.
وفي المقابل، من غير المحتمل أن يتمكن جيش النظام من عرقلة القوات التركية المتمركزة في إدلب والتهرب منها، والتي تقدر بنحو 7000 إلى 9000 في إدلب.
وأوضح أنه إذا واجهت القوات التركية هجمات قوات الأسد، فإن أنقرة ستجبر النظام السوري على وقف عملياته في إدلب، وسيتم منع جميع هجمات النظام الأخرى بالمثل. وعندها يصبح فصل مجالات النفوذ بين الجيش التركي وقوات النظام أمرًا واقعًا.
وبعد هذا الترسيم الفعلي، يمكن التوصل إلى اتفاق، مع مراعاة الواقع الجديد الذي تم تطويره في منطقة التصعيد. ولكن كل شيء يعتمد على موقف تركيا واستعدادها لاتخاذ إجراءات صارمة.
وخلص المحلل الروسي إلى أن كلًا من موسكو وأنقرة لا تسعيان إلى قطع العلاقات ومن المرجح أن تستمرا في البحث عن حلول لمعادلة إدلب.
وبين أنه حتى إصرار تركيا على طلبها انسحاب قوات الأسد إلى ما وراء الخط الذي حددته مذكرة سوتشي لا يستلزم إعادة قوات المعارضة إلى هذه المناطق، أو نقل هذه المناطق إلى سيطرة هيئة تحرير الشام، إذ يمكن أن تنتقل السيطرة على المناطق التي استولى عليها الأسد في إدلب إلى الشرطة العسكرية الروسية والفيلق الخامس الموالي لروسيا، والذي يشمل اللواء الثامن المكون من مقاتلي "المصالحة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!