ترك برس
أشاد تقرير صحفي عربي بمشروع المليون مبرمج الذي أعلنته عنه الحكومة التركية قبل أيام قليلة في إطار مساعيها لتطوير قطاع البرمجة نحو مستويات أعلى مما هو عليه في الوقت الراهن.
وقالت صحيفة العربي الجديد في تقريرها إن الحجر الذي فرضه فيروس كورونا وتحديات العمل عن بعد، زاد من حاجة تركيا لمبرمجين داخل الشركات أو متعاملين معها، ما دفع وزير الخزانة والمالية التركي، براءت ألبيرق، إلى أن يعلن إعداد مشروع لتجهيز مليون مطور برمجيات على مدار 3 سنوات، تمهيداً لإلحاقهم بقطاعَي العمل، العام والخاص.
ووصف ألبيرق، في تصريحات أدلى بها الثلاثاء الماضي، المشروع بخطوة التوظيف التاريخية، لأن الدولة ستعلّم الشباب الراغبين عن بعد، وتجهزهم للدخول في سوق العمل عندما يكونون جاهزين في 2023، الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر تركية"، قولها إن أي شاب يمتلك الخبرة أو حاصل على معهد أو شهادة بالبرمجيات، يمكنه التسجيل في البرنامج المتاح للجميع، وستُجري الأكاديمية العليا للمعلوماتية، في وقت لاحق، مقابلة للمسجلين وتقيّم قدراتهم وتفرزهم للتخصصات، بحسب ما قالت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها.
وعن تفاصيل المشروع، بيّن وزير الخزانة والمالية التركي أن الشباب سيحصلون على التدريب من خلال البوابة التعليمية داخل هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن نطاق هذا المشروع الذي وضعته الوزارة في الخدمة.
https://twitter.com/BeratAlbayrak/status/1252500903803981825
وأضاف ألبيرق أن تركيا وصلت اليوم إلى 140 ألف مبرمج موارد بشرية، مبيناً أن صناعة البرمجيات تُعَدّ الآن واحداً من أهم مجالات العمل في الوقت الحالي، وأن التدريب عبر الإنترنت سيوفر فرصة للشباب ليصبحوا مبرمجين في هذا المشروع الواعد.
وكشف الوزير التركي عن أن المتدربين سيلتحقون بـ31 دورة تدريبية تتكون من 46 ألفاً و742 دقيقة في 13 فئة متاحة الآن، وسيزيد عدد التدريبات إلى أكثر من 100 بحلول نهاية العام.
وفتحت تركيا الباب للراغبين في المشاركة في البرنامج، عبر الإنترنت ليباشروا تعليمهم على الفور، حيث ستكون التدريبات متاحة في منصة التعليم عبر الإنترنت في مجالات الخوارزميات والبيانات الضخمة وبرمجة الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي ونظام التشغيل وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول والبرامج المكتبية وبرمجة الألعاب وإدارة المشروعات والأمن السيبراني وقاعدة البيانات وبرمجة الويب.
ويقول المبرمج التركي عثمان يلماظ (27 سنة): يوجد العديد من الشباب الأتراك الذين يمتلكون خبرات والمتخصصين بالبرمجيات، لكن لا يوجد فرص عمل لهم، لأن الشركات التركية عادة ما تلجأ إلى شراء البرامج الجاهزة، من شركات تركية أو خارجية، بدل توظيفها مبرمجين داخل الشركة، لأن ذلك يوفر عليها المال. فمثلاً، شراء برنامج لتسجيل دخول الموظفين وبصماتهم، أقل سعراً من توظيف مبرمجين تدفع الشركة رواتبهم على مدار العام.
ويشير يلماظ، وفق "العربي الجديد"، إلى أن إقبال الشباب الأتراك على دراسة البرمجيات، قليل نسبياً، عدا السعي الشخصي لبرامج الهكر مثلاً، ولكن اليوم بعد أن اكتشفت الحكومة أهمية هذا القطاع، سيكون هناك إقبال من الدارسين وأصحاب الخبرة.
وكشف المبرمج التركي أن "شركة سلجوق بيرقدار قدمت تصميماً أولياً لجهاز التنفس الاصطناعي خلال 48 ساعة، ومن ثم حدد بيرقدار، ومبرمجون معه، المتطلبات للجهاز ومن شركات تركية حصراً، كشركة "ارجليك" وغيرها، ومن ثم شغلوا الجهاز خلال عشرين يوماً وقدموا 100 جهاز للمدينة الطبية الجديدة في حيّ "باشاك شهير" التي افتتحت أخيراً، وتعهدوا بتقديم 5 آلاف جهاز شهرياً".
ويذكر أن تركيا تسعى منذ سنوات إلى تطوير قطاع البرمجيات، حيث أطلقت مشروع الفاتح لتطوير قطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات على غرار المنطقة المسماة "وادي السليكون" في الولايات المتحدة الأميركية.
ويرى مراقبون أن أسباب تطور قطاع البرمجة في تركيا تولّد جراء الحاجة للتكنولوجيا العالية التي تحتاجها الشركات التركية، حيث هناك 32 منطقة صناعة تكنولوجية في تركيا تضم نحو ألفي شركة، ما يقرب من 56% من مشاريعها تتعلق بالبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، وأهم مراكز صناعة البرمجيات في تركيا تقع في إسطنبول وأنقرة وإزمير.
ويذكر أن في تركيا شركات رائدة تعتمد التكنولوجيا العالية، كشركة "توساش" التركية للصناعات الفضائية التركية، التي أتمّت تصميم برامج إدارة الأقمار الصناعية وتطويرها وتأهيلها، بعد 5 سنوات من العمل على المشروع.
يشار إلى أن شركة توساش احتلت المرتبة الـ69 ضمن أفضل 100 شركة صناعات دفاعية في العالم، بحسب تصنيف مجلة "ديفنس نيوز" الأميركية لعام 2019، وذلك بعد إسهاماتها الكبيرة في العديد من المنتجات التركية المحلية، مثل الطائرات المسيرة والمروحيات والمقاتلات المحلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!