ترك برس
رأى الكاتب التركي مليح ألتنوك، أن ثورة الرعاية الصحية في تركيا جديرة بالاختبار عن كثب واستخلاص الدروس منها لمكافحة الأوبئة الحالية والمستقبلية.
وقال ألتنوك في مقال بصحيفة صباح، إن أنظمة الرعاية الصحية في العديد من الدول انهارت تحت ثقل وباء كورونا المتفشي في معظم أرجاء المعمورة.
وأضاف: "لا نقصد هنا دول العالم الثالث أو إفريقيا. بل الدول التي تشكل "القوى العظمى" التي دبت الفوضى والعجز في مستشفياتها مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة".
كما تحولت "الاقتصادات العملاقة" التي ادعت أنها دول ذات نظام اجتماعي قوي ونظام رعاية صحية تديره الشركات الضخمة على مدى سنوات، إلى دول التخبط وعدم التنظيم الأرعن. كما يقول الكاتب التركي.
ومع دهشتنا الشديدة أصبحنا ندرك اليوم أن "العالم المعاصر" أو ما يعرف بـ "الغرب"، ما هو إلا نمر من ورق يفشل حتى في تلبية الحد الأدنى من احتياجات طواقمه الطبية، مثل توفير الأقنعة والملابس الواقية، مما أجبرهم على ارتداء أكياس القمامة أمام الملأ.
أما تركيا التي تنتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي منذ سنوات، فقد اتخذت -بحسب الكاتب- إجراءات أكثر تنظيماً لمواجهة هذه الأزمة.
حتى إن الدولة تقدم أقنعة واقية للمواطنين في المنازل. كما لا يوجد أي نقصٍ في المستشفيات ولا في المعدات. علاوة على ذلك، أرسلت تركيا ولا تزال ترسل المساعدات إلى العديد من البلدان، وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا.
ويشير وزير الصحة فخر الدين قوجه، الذي ترك انطباعاً إيجابياً قوياً بأدائه الشفاف والمتوازن منذ بداية الأزمة، بوضوح إلى الوضع بقوله: "إن عدد مرضى العناية المركزة والمرضى المحتملين يتناقص، في حين أن عدد المرضى الذين يتعافون يرتفع بزيادة سريعة. لدينا القوة والإمكانيات لخدمتكم. لا تتأخروا عن تلقي العلاج. فالتأخير يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي. نحن لسنا إسبانيا أو الولايات المتحدة، ولدينا القدرة على التداخل الطبي في وقت مبكر من المرض، وإذا كنت على اتصال بشخص تم تشخيصه بالفيروس، فلا تضيع أي وقت".
كذلك تم افتتاح مستشفيات جديدة في تركيا في الشهرين الماضيين، وتبلغ المساحة الداخلية في مستشفى مدينة "باشاك شهير" الطبية وحده، حوالي 1 كيلومتر مربع بسعة 2.682 سريرا.
وتخطط الحكومة لفتح ثمانية مستشفيات أخرى ضخمة في وقت لاحق من هذا العام. كما بدأ أيضا إنتاج أعداد ضخمة من أجهزة التنفس التركية، بتصنيع محلي يستغرق أقل من 14 يوماً.
ولم تأتِ هذه الوتيرة الهائلة من الإنجازات بالطبع نتيجةً للجهود المبذولة في أيام الوباء وحدها. نحن نتحدث عن نتائج إصلاح شامل لقطاع الرعاية الصحية الذي بدأه الرئيس رجب طيب أردوغان منذ توليه السلطة في عام 2002.
لا يوجد أحد في البلاد اليوم مواطن محروم من الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك العاطلون من العمل والذين ليس لديهم أي ضمان اجتماعي.
واسمحوا لي أن أقدم مثالاً آخر على كيفية تبني أنقرة الجادَّ لقطاع الرعاية الصحية. لقد نُشرت "خطة التحضير الوطنية للجائحة" في أبريل 2019.
حيث بدأت الاستعدادات منذ ذلك الحين للتصدي لوباء متوقع هو جائحة الإنفلونزا، وليس فيروس كورونا المستجد. ومع ذلك، نجحت التدابير المتخذة منذ عام مضى في علاج وباء كوفيد-19 أيضاً.
إن ثورة الرعاية الصحية في تركيا جديرة بأن تُختبر عن كثب ويتم تعلم الدروس منها، لمكافحة الأوبئة الحالية والمستقبلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!