ترك برس
شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، عبر تقنية التليكونفرانس، في افتتاح مدينة باشاك شهير الطبية في ولاية إسطنبول، وحفل تسليم أجهزة التنفس الاصطناعي المحلية، وسط إشادات واسعة بقدرات هذا الانجاز الكبير.
أردوغان أشاد في كلمة له خلال الافتتاح، بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه تركيا في المجال الصحي وبناء المستشفيات وتقديم الرعاية الصحية.
وقال "ينبغي علينا أن ندرك القيمة التي بيدنا في هذه المرحلة التي أظهرت فيها تركيا قوة كبيرة في وقت انهارت فيه العديد من الأنظمة الصحية للدول المتطورة ولقي الكثير حتفه في ممرات المستشفيات والمنازل جراء انعدام التدخل الطبي وضعف الإمكانيات".
وشمل الافتتاح أمس الجزء الرئيسي من المدينة الطبية في باشاك شهير، التي تعد أكبر مجمع طبي في مدينة إسطنبول والثالث على مستوى تركيا، على أن يفتتح الجزء الثاني فور اكتمال العمل به في 15 مايو/أيار المقبل.
وبدأ العمل في تأسيس هذه المدينة الطبية التي يطلق عليها أيضا اسم "مستشفى مدينة إكيتيلي" عام 2016 وشارك في بنائها نحو 6000 عامل من مختلف قطاعات الهندسة والبناء والتمديد والإنشاءات وغيرها.
في تقرير لها يشيد بقدرات المدينة الطبية، أشارت شبكة الجزيرة القطرية إلى أن هذه المؤسسة الطبية المقامة على مساحة مليون متر مربع في منطقة باشاك شهير غرب إسطنبول، ستعمل بطاقة يمكنها تقديم الخدمة إلى 32700 مريض ومراجع يوميا، وهي مزودة بـ 2640 سريرا.
ونقلت عن دائرة الإعلام في وزارة الصحة التركية قولها إن تنفيذ المشروع مستشفى جاء ثمرة لبروتوكول التعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف خدمة سكان ولاية إسطنبول والمقاطعات التركية المجاورة لها.
وترتبط المدينة الطبية الجديدة بشبكة طرق ومواصلات حديثة تتجنب المرور بالأحياء الداخلية المزدحمة وتتصل بشكل مباشر بخطوط النقل السريعة الموصلة إلى مطار إسطنبول الجديد والقناة البحرية الموازية التي توقفت فيها أعمال الإنشاء في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
كما ترتبط بخطوط النقل المؤدية لمنطقة الأناضول عبر جسر السلطان ياووز سليم الذي يربط إسطنبول بجوارها الآسيوي، في حين سيتمكن أهالي أحياء المدينة من وصول إلى المستشفى عبر خط قطارات خاص "ميترو" تم تأسيسه لهذا الغرض.
وبحسب وزارة الصحة التركية فإن المدينة الطبية هي أكبر مؤسسة طبية معزولة عن الزلازل في العالم، وقد جرى تزويدها بـ 2040 عازلا زلزاليا يعمل بكفاءة ومواصفات عالية جدا دون توقف حتى في مواجهة الزلازل والهزات الأرضية العنيفة.
وقالت الوزارة إن التركيز على تزويد المبنى بنظام مقاومة خاص للزلازل يعود إلى تحسبها من النشاط الزلزالي المرتفع في تركيا وفي مدينة إسطنبول.
ووفقا لمعطيات وزارة الصحة التركية، فإن المدينة الطبية الجديدة تتألف من ثلاثة مستشفيات، هي المستشفى الرئيسي المزود بـ 2354 سريرا، ومستشفى العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل الذي يحتوي على 200 سرير، ومستشفى الأمراض النفسية الذي يضم 128 سريرا.
ويتكون المستشفى الرئيسي من ستة أقسام، هي الطب العام الذي يضم 469 سريرا، وقسم أمراض القلب والأوعية الدموية الذي يتكون من 327 سريرا، وطب الأعصاب وجراحة العظام وفيه 311 سريرا، وقسم طب الأطفال 521 سريرا، والأمراض النسائية وفيه 359 سريرا، وقسم طب الأورام ويضم 367 سريرا.
ووفقا للمعطيات الرسمية التركية فإن المستشفى سيشغل أكثر من 10 آلاف موظف، بينهم 4300 طبيب وممرض وأخصائي من المهن الطبية المساندة، و4050 موظف خدمات و810 موظفين إداريين سيجري التعاقد معهم جميعا من خلال نظام التوظيف الحكومي، في حين ستسند الخدمات الفنية واللوجستية إلى القطاع الخاص.
ويعتقد بعض الأطباء أن افتتاح المدينة الطبية التركية الجديدة في موعدها سينعكس إيجابا على جهود القطاع الصحي لمواجهة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وتقول طبيبة الأمراض الباطنية في مستشفى الدولة بإسطنبول أناهيت صاري غول إن المستشفى الجديد في حال وصل إلى طاقة عمله الطبيعية سيكون قادرا على التعامل مع حالات المرضى الأكثر قابلية للضرر في حال إصابتها بفيروس كورونا.
وأشارت في حديث لشبكة الجزيرة إلى أن تركيا ما زالت تتعامل بهدوء مع انتشار فيروس كورونا بحكم وفرة المراكز والمستشفيات الطبية وكثرة عدد الأسرة التي يعالج الأطباء عليها مرضاهم، وبالتالي فإن إضافة المزيد من السعة الاستيعابية للمرضى عبر الأسرة الجديدة التي سيوفرها المستشفى ستخدم شروط الاستشفاء.
ولفتت صاري غول النظر إلى أن قدرة القطاع الصحي في أي بلد على استيعاب الأعداد المتدفقة من المرضى تلعب دورا رئيسا في تحديد مستوى كفاءة نظامه الصحي وقدرته في احتواء الأزمات الوبائية مثل جائحة كورونا.
وأوضحت الطبيبة التركية أن وزارة الصحة في تركيا تعي تماما هذا الأمر، وهو ما يفسر حرصها على افتتاح المدينة الطبية دون تأجيل وبعد أيام قليلة من إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان الشروع بإنشاء مستشفيين عاجلين في إسطنبول، أحدهما في مطار أتاتورك بالشطر الأوروبي للمدينة والآخر في منطقة سنجق تبيه في الجانب الآسيوي منها.
وتعد المدينة الطبية في إسطنبول الرابعة في تركيا بعد افتتاح ثلاث مدن طبية مختلفة القدرات سابقا في أضنة ومرسين وبالعاصمة أنقرة.
ووفقا لمعطيات حكومية تركية، فإن 1518 مستشفى تعمل الآن في البلاد وتضم 240 ألف سرير، إضافة إلى 40 ألف سرير في وحدات العناية المكثفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!