محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
يمكننا القول إن تركيا تخلت تمامًا عن عاداتها المتوارثة من الماضي، إذا أخذنا بعين الاعتبار الدبلوماسية العسكرية، التي تتبعها في الآونة الأخيرة.
ومع وضع متطلبات العصر والحراك في المنطقة التي تقع فيها بالاعتبار، يتضح تمامًا عدم إمكانية مواصلة تركيا طريقها وفق سياسة العلاقات الدولية التي كانت تطبقها في الماضي.
ربما لا نلاحظ، ولكن عند إمعان النظر يمكننا رؤية أن تركيا تقوم في نفس الوقت بتحريكات عسكرية من جهة، ودبلوماسية من جهة أخرى، في العديد من المناطق.
على سبيل المثال، العملية العسكرية البرية، التي انطلقت منتصف الليل قبل أيام، في منطقة حفتانين بشمال العراق.
23 عملية عسكرية في 36 عامًا
نفذت تركيا أول عملية عسكرية في شمال العراق عام 1984، وتوالت العمليات لتبلغ 23. ويمكننا الإشارة إلى عملية المطرقة عام 1995 بمشاركة 35 ألف جندي، وعملية الشمس في 2008 بمشاركة 10 آلاف جندي. وقبل عامين، نفذت تركيا عملية الحزم أيضًا.
لكن مهما كان الأمر، لم تستطع تركيا في السابق إبراز قدرات على تنفيذ عدة عمليات عسكرية في نفس الوقت وفي مناطق جغرافية مختلفة وواسعة، كما تفعل في الآونة الأخيرة.
جميع العمليات العسكرية، التي بدأت في العراق واستمرت في سوريا، لتمتد مؤخرًا إلى ليبيا، قدمت خبرة جديدة. ومع توالي العمليات، تحولت إلى كل متجانس، مخطط لها بشكل جيد ولا تؤثر على بعضها البعض، بل إنها تدعم بعضها.
وخير مثال على ذلك ما حدث قبل يومين. فبينما انطلقت العملية البرية الواسعة في شمال العراق منتصف الليل، كانت تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى منطقة نبع السلام، للحيلولة دون هجمات محتملة في إدلب والباب وعفرين، قبل وقوعها.
وفي الوقت نفسه، كان وزيرا الخارجية والمالية ومستشار رئيس الجمهورية ورئيس جهاز الاستخبارات يلتقون مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج من أجل تحديد الموقف الذي سيُتخذ في مفاوضات محتملة لوقف إطلاق النار.
مساعي وقف إطلاق النار بليبيا
تم تعليق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي اقترحت موسكو تطبيقه اعتبارًا من منتصف ليل 15 يونيو/ حزيران، مع إلغاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والدفاع سيرغي شويغو، زيارتهما إلى أنقرة.
تؤكد وسائل إعلام مقربة من موسكو أن اتفاق وقف إطلاق النار سيُوقع بعد مدة. لكن يمكنني القول إن نتيجة مباحثات الوفد التركي في ليبيا ستحدد شروط الهدنة.
القيام بعمليات واسعة النطاق في الكثير من المناطق لا تقدر عليه إلا الدول التي تملك قوة كبيرة، وتركيا أصبحت في مصاف هذه الدول..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس