ترك برس
قالت صحيفة "الميساجيرو" الإيطالية إن مصر ستخسر أي صدام عسكري محتمل مع تركيا في ليبيا، بالنظر إلى إن تركيا ثاني أكبر عضو في حلف الناتو، مشيرة إلى أن الحرب بين القاهرة وأنقرة ستكون لها نتائج خطيرة على إيطاليا.
وتحت عنوان "مواجهة مصرية تركية أخطار تواجه إيطاليا التي تشاهد" كتبت الصجيفة أن ما حدث في ليبيا كان غير معتاد، بعد أن قامت حكومة طرابلس التي كان يعتقد أنها على وشك السقوط، بكسر الحصار والتوجه إلى سرت.
وأضافت أن أحدا لم يكن يتخيل مثل هذا التراجع في الوضع العسكري في هذه المدة القصيرة، ولا حتى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يحاول بكل وسيلة إيقاف تقدم جيش حكومة الوفاق نحو سرت.
وأوضحت أن العامل الذي فرق جميع القوى الداعمة لخليفة حفتر وقلب الموازين كان تركيا، إذ بقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعدة أشهر يراقب التطورات، ولكن بعد ذلك وجهت حكومة طرابلس طلبًا للمساعدة الرسمية إلى تركيا التي أرسلت بدورها رجالًا ووسائل في غضون ساعات قليلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التصريح الأخير للجنرال عبد الفتاح السيسي الذي يظهر منه بوضوح أنه مستعد لاختراق الحدود الليبية من جانب طبرق للدفاع عن سرت، ينذر بوقوع صدام عسكري مصري تركي قبالة صقلية، وسيكون هذا سيناريو كارثيا لإيطاليا لأسباب عديدة:
أولًا، أن الاشتباك بين تركيا ومصر سيكون له ضرر خطير على صورة إيطاليا.
وأوضحت أن رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، بتينو كراكسي، منع الولايات المتحدة من شن حرب على ليبيا عام 1986 قائلا إنه لا يريد حربا في فناء بيته، كما أدلى رئيس الوزراء الحالي، غوزيبي كونتي، بنفس التصريح، مع اختلاف أن هناك حربًا سيئة في ليبيا وهذا يعني أن إيطاليا لم تتمكن من منعها.
وأضافت أن إيطاليا إذا كانت منعت حربًا في ليبيا عام 1986، ولم تمنعها في عام 2020، فهذا يعني أنها فقدت الكثير من نفوذها في البحر الأبيض المتوسط. لذلك من المُلحّ أن تعمل الحكومة الإيطالية، بكل قوتها الدبلوماسية، على منع الجيشين المصري والتركي من الاشتباك في ليبيا.
ثانيًا، أن صدامًا بين تركيا ومصر سيحول ليبيا إلى جحيم أسوأ بكثير مما نراه. وإذا خسرت مصر الصدام، وهو أمر محتمل، بالنظر إلى أن تركيا لديها ثاني أكبر جيش في الناتو، فإن الرئيس الروسي بوتين سينحاز إلى جانب مصر. وقد أرسل رئيس روسيا بالفعل ثماني طائرات حربية للدفاع عن سرت، ووصفها أيضًا بـ"خط أحمر" لا يجوز تجاوزه.
ثالثًا، أن إيطاليا في خطر أن تجد نفسها أمام حرب في ليبيا يمكن أن تشمل ثلاث قوى، تركيا وروسيا ومصر، في حين أن لإيطاليا مصلحة استراتيجية في إقامة علاقات ممتازة مع الدول الثلاث.
وبينت أنه سيكون من المستحيل تقريبًا أن تظل حكومة كونتي محايدة، نظرًا لأن المصالح القومية الإيطالية في طرابلس هائلة. علاقات إيطاليا مع مصر متينة ويجب أن تبقى، وينطبق الشيء نفسه على العلاقات مع روسيا التي تعد إيطاليا أكبر حليف لها في الاتحاد الأوروبي، ومع تركيا التي يحتاج كونتي إلى بناء علاقة استراتيجية معها.
وختمت الصحيفة بأنه: "سيتعين على إيطاليا التوافق بسرعة قدر الإمكان مع تركيا التي تعمل وفقًا للقانون الدولي، لأن حكومة طرابلس تتمتع بالشرعية الدولية، وقد طلبت مساعدة عسكرية من تركيا التي تعرضها بشكل شرعي. وهو ما حدث بالضبط في سوريا عندما طلب الأسد الذي كان على وشك السقوط، المساعدة من روسيا التي جاءت لمساعدته في أيلول/ سبتمبر 2015".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!