ترك برس
شهدت ليلة 15 تموز/ يوليو 2016 محاولة انقلاب غادرة، عاش خلالها الشعب التركي العديد من صور التضحيات والبطولة، ومنهم سائق الحافلة علي ديشلي، الذي يقيم في ولاية كوجايلي شمال غرب تركيا، ويفتخر بأنه ترك زوجته التي عرف بحملها بعد انتظار 15 عاما متوجها لإغلاق مدخل قيادة البحرية مضحيا بروحه، حيث تمكن بحافلته من منع العساكر مخططي الانقلاب من الخروج من الثكنات العسكرية بالرغم من تهديدهم له بالسلاح.
استقل ديشلي حافلته بمرافقة موظف البلدية أولاش سيفيم، وتوجها ليلة الانقلاب 15 تموز لمنع خروج المركبات العسكرية من قيادة البحرية في منطقة غولجوك بولاية كوجايلي، في أثناء محاولة الانقلاب التي قامت بها منظمة "غولن" الإرهابية.
انعكست صور سيفيم وديشلي على الكاميرات بالمقر، وهما داخل حافلتهما يغلقان باب مقر القيادة، وأجبرهما العساكر أتباع الانقلاب مهدديهما بالسلاح على النزول إلى الأرض وأخذ وضعية الانبطاح ووجهاهما على الأرض.
ترك العساكر سيفيم وديشلي، اللذين افتخرا بتمكنهما من إعاقة وتأخير خروج المركبات العسكرية من الثكنات، بعد توافد المواطنين إلى مقر القيادة لمقاومة الانقلابيين.
"سألونا الانقلابيون: هل جئتم إلينا لنقتلكم؟ ووجهوا السلاح إلى رؤوسنا"
ذكر ديشلي، أنه سمع بمحاولة الانقلاب من التلفزيون عندما توجه إلى منزله يوم 15 تموز بعد انتهاء عمله، كما تم استدعاؤه للعودة إلى مكان العمل، فتوجه على الفور إلى مرآب الحافلات ليستقل حافلته، بعد تلقيه أمرا من رئيس القسم بإغلاق مداخل النقاط العسكرية.
توجه ديشلي بالباص إلى غولجوك حيث مقر القيادة البحرية ذو الأهمية القصوى، وقال: "كان هناك ثلاث حواجز عسكرية في المدخل، تجاوزت اثنين منها ولم أتمكن من تجاوز الثالثة بسبب حجم الحافلة. كان الانقلابيون قد أسروا كل عساكر المقر كرهائن، وجعلوهم ينبطحون على الأرض وفعلوا بنا ذلك أيضا. وجهوا الأسلحة على رؤوسنا منتظرين خروجنا من الحافلة، ثم سحب الرقيب الأول سلاحه وأمرنا بالنزول أنا وصديقي سيفيم وأخذنا رهائن. أمرونا بالانبطاح، وسألونا الكثير من الأسئلة مثل: لماذا جئتم إلى هنا؟ هل جئتم إلى الموت؟ من الذي أمركم بالمجيء؟ تعرضنا للتعذيب النفسي بتوجيههم الأسلحة على رؤوسنا، وتركونا عالقين هناك".
لاحظ ديشلي أن الرقيب الأول فعل كل ما يستطيع فعله بالرهائن الذين أسرهم، وقال: "كان من يقوم بالخدمة العسكرية من الانقلابيين، من ضمنهم ملازم أول. قلت له: ستقتلنا، الأمر عندك، قل شيئا! فأجاب: كلا الأمر للقيادة. لو لم يخرج الشعب إلى الشارع لم نكن بقينا على قيد الحياة إلى اليوم، فقد أنقذ الشعب حياتنا حين فعل ما بوسعه في تلك الليلة. كانوا سيسحبوننا إلى الداخل، حيث يوجد أكثر من قائد، أظن أنني سمعت صوتا كصوت امرأة ولكنني لست متأكدا، يقول الصوت: خذ هؤلاء إلى الداخل واقتلهم، وربما لو دخلنا إلى الداخل لما كنا هنا اليوم".
لم يتبادر إلى ذهن ديشلي، أي شيء عن يوم 15 تموز، وقال عن ذلك: "شعرنا في تلك اللحظة بالقوة والإيمان بشكل مختلف. أنت تدرك أهمية الوطن. ترك لنا أجدادنا وجداتنا وإخوتنا هذا الوطن بعد نضال ومكافحة في سبيله، ولن نترك وطننا لأي أحد. منح الله القوة لعساكرنا وشرطتنا، ولن يهزمنا الإرهابيون ومنظمة غولن. لن نهزم، ولن نسلم وطننا لهؤلاء. لم ارزق بأطفال رغم أنني متزوج منذ 15 عاما، وعلمت أن زوجتي حامل في شهرها الأول يوم الانقلاب، بعد إجراءها عملية التلقيح الصناعي. كنت متشوقا لان يرزقني الله طفلا بعد انتظار 15 عاما، لكنني تجاهلت ذلك ولم أبق مع زوجتي بعد أن بشرتني بحملها بل ذهبت لتلبية نداء الوطن والتضحية بروحي فداءً له، ولو دعاني الوطن اليوم لما تأخرت عن تلبية ندائه".
استدعى رئيس بلدية غولجوك ديشلي، الذي لم يقبل بأخذ أي شيء كمكافأة لأنه ه لم يصب باي إصابة، وقال إنه جاهز للتضحية بروحه فداء للوطن. وأضاف بأنه تابع القضية التي تتعلق بما جرى في مقر قيادة البحرية، حيث صدرت عقوبات بحق المدعى عليهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!