ترك برس
تزامنًا مع احتفالات تركيا بالذكرى الرابعة لإحباط محاولة الانقلاب العسكري الساقط، شن الإعلام الإسرائيلي حملة ممنهجة على تركيا، معتبرًا أنها لم تعد البلد العلماني الموالي للغرب، وداعية إلى اتخاذ موقف قوي من الرئيس التركي وسياساته.
وتحت عنوان "تركيا الإسلامية تهديد لحلف الناتو" نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالًا لغانم نسيبة المعروف بصلاته القوية باستخبارات دول خليجية، زعم فيه أن السياسات التركية التوسعية في ليبيا هي تنفيذ للخطة العالمية لحركة الإخوان المسلمين، أي إقامة خلافة إسلامية قومية.
وقال الكاتب إن تدخل أردوغان في ليبيا هو خطوة رئيسية تتباعد فيها مصالحه ومصالح الغرب بشكل لا يمكن التوافق معه، إذ تحدثت فرنسا بوضوح عن معارضتها للتحركات التركية في ليبيا، كما أن الدول الرئيسية الأخرى في البحر المتوسط - بما في ذلك اليونان ومصر وإسرائيل وقبرص - غير مرتاحة بشأن ذلك.
وفي تحريض صريح يقول الكاتب إن سيطرة تركيا على ليبيا سيكون تهديدًا كبيرًا لأوروبا على الجبهات الاقتصادية والأمنية على المدى الطويل.
وختم مقاله بأن على الغرب بقيادة الناتو اتخاذ موقف موحد من تركيا التي لم تعد الدولة العلمانية الموالية للغرب التي ورثها أردوغان.
وفي اليوم التالي لنشر مقال نسيبة، نشرت الصحيفة يوم أمس افتتاحية لهيئة التحرير تحت عنوان "تركيا تتحول إلى تهديد لإسرائيل" قالت فيه إن العلاقات التركية الإسرائيلية دخلت منعطفًا حادًا نحو الأسوأ بعد الحرب في غزة عام 2009، إذ تحولت إلى عداوة على عدة مستويات.
وأضافت أن حكومة تركيا الحالية حليف مقرب لحركة حماس، وتتفق مع إيران في معاداة الدور الأمريكي في شرق تركيا، وتتفقان في جعل القدس مركزًا لسياساتهما الخارجية.
ومثلت الصحيفة بموقف تركيا عندما نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السفارة إلى القدس، فقد دعت تركيا الزعماء المسلمين إلى إسطنبول للتنديد بتلك الخطوة، وتصدت لمعارضة الضم ونقل السفارة.
وأردفت أن تهديدات تركيا لإسرائيل ليست مجرد تهديدات لفظية، بل هي أيديولوجية أيضًا، وهي جزء من حملة دينية متزايدة تمزج بين الدعم لمجموعات مثل حماس والرغبة في ترجمة بعض الأفكار إلى إجراء عملي.
وانتقلت الصحيفة في التحريض على تركيا بالقول إن التهديد الأكبر الذي تمثله تركيا أصبح محسوسًا في المنطقة، فتركيا تقصف وهي آمنة من المحاسبة مواقع داخل سوريا والعراق.
وأضافت أن الإدارة الأمريكية ما تزال تعاني نقطة عمياء تتعلق بتركيا، فهناك أفراد مناصرة لأنقرة. داخل وزارة الخارجية الأمريكية يبذلون جهدًا كبيًرافي استرضاء أجندة تركيا المتطرفة، وتتساهل مع احتضانها لحماس ولغيرها من الإرهابيين، على حد زعمها.
وتابعت الصحيفة تحريضها على تركيا في ختام مقالها قائلة: "إن وجود قوة متطرفة لا تخضع للمحاسبة والمساءلة في المنطقة سوف يؤدي بها في نهاية المطاف إلى أن تتجه إلى الهجوم على إسرائيل، مثلما كان جمال عبدالناصر في خمسينيات القرن الماضي، ثم آيات الله في إيران. وقد ينتقل ذلك على المدى البعيد إلى تركيا، إذا استمر العالم الغربي في غض الطرف عن اعتداءاتها المتزايدة على جيرانها، وسحقها للمعارضة، وخطابها المعادي لإسرائيل، وتركها دون رقيب ولا حسيب".
أما مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، فنشر مقالًا للباحث اليوناني، إيمانويل كاراجيانيس، تحت عنوان "خمسة أسباب لماذا سيفقد الغرب تركيا" تناغم فيه الكاتب مع ما ورد في المقالين السابقين في جيروزاليم بوست.
ويقول الكاتب إن "تركيا التي عرفناها ذات مرة لم تعد موجودة، فقد حصلت على نظام مضاد للطائرات "S-400" متقدم من روسيا، وحكمت محكمة تركية على موظف في القنصلية الأمريكية بالسجن لمدة تسع سنوات تقريبًا لمساعدة حركة غولن، وأصدر الرئيس التركي أردوغان تهديدات مباشرة لليونان وعادى إسرائيل بانتظام".
ويخلص في ختام مقاله إلى أن الغرب لم يعد له سوى تأثير ضئيل في تركيا، وعليه أن يستعد لسيناريو أسوأ الحالات التي تنضم فيها تركيا إلى تحالف مناهض للغرب في المستقبل غير البعيد.
ولم يفته الإشارة بالطبع إلى أن "هناك ثلاث دول في شرق البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تكون معقلًا للديمقراطية والمثل الغربية، وهي اليونان وإسرائيل وجمهورية قبرص التي هي أفضل فرصة لأمريكا للحفاظ على نفوذها في المنطقة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!