ترك برس
نشر موقع قنطرة تقريرًا عن المواجهة التركية الفرنسية في ليبيا، نقل فيه عن محللين أن فرنسا تراهن على الحصان الخطأ في ليبيا، وأنها لن تحصل على أي دعم من شركائها الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي، ولذلك فإنه ليس لديها الكثير لمواجهة تركيا في ليبيا.
ويستهل التقرير بالإشارة إلى أن النخب السياسية الفرنسية كانت تشكك دائمًا في أجندة أردوغان الإسلامية، وكانت غاضبة أيضًا من التدخل التركي ضد الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا، وأعربت عن قلقها من دعم تركيا للكثير من الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ووفق الدكتور مصطفى أيدين، الرئيس السابق لجامعة قادر هاس ورئيس مجلس العلاقات الدولية التركي "لم ترد أي تقارير موثوقة حتى الآن لتأكيد وجود مقاتلي داعش أو النصرة في ليبيا. يبدو أن هذه الاتهامات تأتي إما من معسكر حفتر أو من مصادر فرنسية عربية ذات صلة".
وأضاف أن بعض التقارير الأخيرة كشفت أن روسيا بدأت تجنيد مقاتلين من محافظة إدلب، والتي من المحتمل أن تشمل عناصر متطرفة، ناهيك عن المرتزقة السودانيين الذين ترعاهم مصر والإمارات والمعروفين أنهم يقاتلون نيابة عن حفتر.
لعبة فرنسية مزدوجة في ليبيا
ويلفت التقرير إلى إن فرنسا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي دعمت علنًا الجنرال المنشق حفتر، وذلك بفضل وزير الخارجية، جان إيف لو دريان، الذي ظن أن الرجل القوي سيقمع الإرهاب الإسلامي ويحد من الهجرة الجماعية للأفارقة إلى فرنسا وأوروبا.
ويشير ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن مؤيدي حفتر يعرفون جيدًا أنهم لا يستطيعون كسب هذه الحرب، لأن تدخل تركيا وتعبئة الموارد لدعم حكومة الوفاق الوطني لا يمكن أن توازيها البلدان الأخرى التي تدعم حفتر، منهم يقدمون فقط الدعم للجيش الوطني الليبي.
وبحسب فابياني، فإن داعمي حفتر على استعداد لإقالته إذا كان هذا يمهد الطريق لتفاهم مع تركيا. في الوقت الحالي، فإن الأولوية لهذه البلدان هي إيقاف الهجوم المضاد المدعوم من تركيا وحماية شرق ليبيا وحقول النفط.
ويرى براء ميكايل، الأستاذ بجامعة سانت لويس، أن فرنسا، بقولها أنها لا تميل تجاه أي طرف، تقترح أنها تهتم بالمصالحة الوطنية والحل السياسي لضمان الحفاظ على العلاقات مع حفتر وأنصاره وبالتحديد الإمارات وروسيا.
وأضاف أن الحقيقة هي أن فرنسا تعرف أنها تراهن على الحصان الخطأ، ومشكلتها الآن هي إيجاد طريقة لا تتعارض مع خيارها الأولي المؤيد لحفتر بشكل مفاجئ.
ولاحظ كثير من المحللين أن لعبة فرنسا المزدوجة في ليبيا لن تحصل على الأرجح على أي دعم من شركائها الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي.
وبحسب ميكايل، ليس هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله فرنسا ضد تركيا في ليبيا.
وأوضح أنه في حين سمحت تركيا لحكومة الوفاق الوطني بتحقيق تقدم نوعي، لا تريد فرنسا الظهور في طليعة استراتيجية الجيش الوطني الليبي المتمركزة في الشرق.
وأضاف: "لما كانت فرنسا وتركيا عضوين في حلف شمال الأطلسي، يبدو أن هذا سيحد من آفاقهما في الانخراط في مواجهة مباشرة. ولكن في حالة حدوث أي مواجهة مستقبلية (وهو ما يعتبره ميكايل غير محتمل إلى حد كبير)، فإن فرنسا سوف تتخذ موقفًا ضد الشرعية التي تجسدها حكومة الوفاق".
ورأى أستاذ العلاقات الدولية، حسين إشيك سال، أن فرنسا ستحاول ممارسة نفوذها على ليبيا، على الرغم من وجودها المحدود المحتمل في البلاد.
وفي رأيه، فإن اختلاف المصالح السياسية والاقتصادية بين دول الاتحاد الأوروبي وتحول الأولويات السياسية والاقتصادية بين الدول الأعضاء في فترة ما بعد "كورونا" يعني أنه من غير المحتمل أن تقدم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الدعم لفرنسا من جانب واحد.
ويشير إشيك سال إلى أن إيطاليا عارضت علانية النهج الفرنسي وتدعم حكومة السراج في طرابلس. وبالإضافة إلى ذلك يتمتع الاتحاد الأوروبي بنفوذ ضئيل جدًا فيما يتعلق بتركيا، نظرًا لأن احتمال عضوية الاتحاد الأوروبي غير مطروح حاليًا على الطاولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!