ترك برس
كشفت تقارير صحفية أن السلطات التركية خفضت مشترياتها من الغاز الروسي منذ مطلع العام الجاري، وتستعد لإيقاف الضخ عبر خط أنابيب "السيل التركي" مجددًا بهدف الصيانة.
و"السيل التركي"، مشروع لمد أنبوبين بسعة نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويا لكل منهما، من روسيا إلى تركيا مرورا بالبحر الأسود، بحيث يغذي الأنبوب الأول تركيا، والثاني دول شرقي وجنوبي أوروبا.
وذكرت الكاتبة آنّا كوروليوفا، في تقرير بصحيفة "إكسبرت أونلاين" الروسية، إنه سيتم في الـ 27 من يوليو 2020، إيقاف الضخ عبر خط أنابيب " السيل التركي"، للمرة الثانية خلال شهرين.
ووفقا لوكالة "إنترفاكس"، سيتم إغلاق خط الأنابيب رسميا لمدة أسبوعين، لأعمال الصيانة التي ستقوم بها شركة بوتاس التركية المملوكة للدولة، والتي تشتري الغاز من "السيل التركي".
وفي مايو، كانت الشركة قد توقفت عن الضخ عبر "السيل الأزرق". وأُرجع ذلك أيضا إلى أعمال الصيانة، التي كان من المقرر الانتهاء منها في غضون أسبوعين.
لكن الأنبوب الذي تبلغ طاقته 16 مليار متر مكعب في السنة لا يزال فارغا، رغم انقضاء أكثر من شهرين منذ ذلك الحين، بحسب رويترز.
هناك، في الجوهر، مشكلة في نقص الطلب على الغاز الروسي في تركيا. فهذا البلد يستبدل بالغاز الروسي الغاز المسال، الذي يتدفق مثل النهر إلى السوق الأوروبية وهو أرخص بكثير.
ونتيجة لذلك، ووفقا لنتائج الربع الأول، خفضت تركيا مشترياتها من الغاز الروسي بنسبة 70% مقارنة بالعام 2019 وبحوالي 14 مرة، مقارنة بالمؤشرات قبل عامين.
ولكن، بحسب كبير المحللين في "مجموعة ألور"، أليكسي أنطونوف، فإن الوضع مع "السيل التركي" لا يشكل مفاجأة لشركة "غازبروم". حسب ما أوردت وكالة "RT".
فالانخفاض العام في النشاط الصناعي، ينعكس بشكل مباشر في الطلب على الغاز، وهذا وضع طبيعي تماما. وفي الوقت نفسه، لا يمكن لتركيا التحول تماما إلى استهلاك الغاز الطبيعي المسال، نظرا لعدم وجود أساس قوي لذلك، فليس لديها بنية تحتية كافية لاستلام الغاز الطبيعي المسال.
وهناك نقطة أخرى مهمة، هي أن الإمدادات الروسية إلى تركيا مدعمة بعقود مبرمة بين غازبروم وبوتاس وفق مبدأ "خذ أو ادفع"، ما يمنح المصدّر الروسي ورقة رابحة في المفاوضات التالية. حسب المتحدث.
وبناء على ذلك، فمن السابق لأوانه الحديث عن خسارة روسيا للسوق التركية كليا، كما يقول أنطونوف. وعلى العموم، فبالنسبة لشركة "غاز بروم"، لا تزال السوق التركية اتجاها استراتيجيا، إنما لم يعد ممكنا الحديث عن الصدارة هناك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!