ترك برس
أهدى فنان النحت التركي من مدينة بولو، إسماعيل شنتورك، إلى جامع آيا صوفيا الكبير “الحلية الشريفة” التي استغرق في صنعها عامين. ويعد فن نحت الحلية (Hilya) فنًا عثمانيًا، وهو عبارة عن لوحة كتبت فيها أوصاف النبي محمد ﷺ باللغة العثمانية، ويبلغ طولها 2,5 متر، وعرضها 1,6 متر.
انتشر فن الحلية الشريفة بين الخطاطين العثمانيين في القرن السابع عشر، وهي لوحة مقسمة إلى ثمانية أقسام، وظلت متوارثة حتى الآن، وتدمج بين فن الخط والتصميم الهندسي للزخارف، وتذكر في الغالب صفات النبي محمد ﷺ.
استخدمت عبارة (الحلية الشريفة) في الثقافة العثمانية، للتعبير عن الكتب و اللوحات التي تصف النبي ﷺ، وتعني كلمة الحلية حرفيا الحلي والمجوهرات، أما في الثقافة العثمانية فقد استخدمت للتعبير عن خصائص وصفات النبي في الكتب واللوحات.
بدأ فنان النحت إسماعيل شنتورك عام 2017 بصنع حلية شريفة في ورشة أخشاب تابعة لبلدية بولو، وأنهى عمل لوحة الحلية الشريفة العملاقة في العام الماضي، وكتب فيها سمات شخصية للنبي.
عرض شنتورك الحلية الشريفة في المعرض الذي نظمته بلدية بولو في عام 2019، حيث أشار إلى أنه سيتبرع بهذه الحلية إلى جامع آيا صوفيا الكبير.
تحقق حلم شنتورك، كغيره من الأتراك، بإفتتاح آيا صوفيا للعبادة، بعد توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان على القرار الصادر من المحكمة الإدارية العليا، ورغب باغتنام الفرصة في هذه المناسبة بإهداء هذه الحلية لجامع آيا صوفيا الكبير.
تطرق شنتورك، في الحلية الشريفة إلى الروايات المنقولة من علي بن أبي طالب إلى يومنا هذا، وقال في حديث لقناة TRT haber: “بدات بالرواية المنقولة التي وصلت إلينا عن حضرة علي، أذكر فيها ملامح النبي ﷺ في بداية النص، و هو نص قيم. بدأت صنع الحلية الشريفة بداية عام 2017 وأنهيتها بداية عام 2019، يبلغ إرتفاعها 2,5 متر وعرضها 1,60 متر.
وتابع قائلا: “تشبه تقنية النحت تقنية البناء، هناك تقنيات أخرى مثل النحت وقطع الأخشاب ونشر الطين وتشابك الأشجار المختلفة، وتضم الحلية زخارف عثمانية وسلجوقية، ويسمى الخط المستخدم في رسمها خط الهامش، وتستخدم في صنعها أخشاب الأشجار المختلفة”.
أعرب شنتورك عن رغبته في رؤية هذه اللوحة التي عرضت في العام الماضي في جامع آيا صوفيا، وقال: "لو سألني شخص ما لماذا آيا صوفيا؟ أجيبه بأن الرسول ﷺ حدث الصحابة حديثا عن فتح إسطنبول، وتعد آيا صوفيا رمزا لإسطنبول. رأيت من هذا المفهوم أن من المناسب وضع الحلية الشريفة فيه”.
كما أشار إلى أن هناك الكثير ممن يريدون شراء هذه اللوحة التي صنعها بنفسه، فقد عرض عليه أحدهم مبلغ 300 ألف ليرة (تعادل 43 ألف دولار)، وقال: “أتمنى رؤية هذه الحلية الشريفة في آيا صوفيا بعد الحصول على إذن من أهل بولو باعتبارها هدية منهم، كما أريد أن يشعر أهل بولو بالفخر عند رؤيتهم اللوحة بجامع آيا صوفيا الكبير. بدأت السعي والمحاولات لتحقيق ذلك ولم أتلقّ جوابا بعد. أتأمل أن تكون النتيجة إيجابية”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!