ترك برس
بعد انتقال تركيا من النظام البرلماني في الحكم إلى النظام الرئاسي، ظهر في البلاد تحالفين رئيسيين، الأول تحالف الجمهور المكون من حزبين رئيسيين هما العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية الداعم له، والآخر تحالف الأمة المكون من الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة والحزب الجيد، إضافة إلى داعم خفي وهو حزب الشعوب الديمقراطي.
وخلال العامين الماضيين لم تشهد تركيا أي خلاف ذو قيمة بين أحزاب تحالف الجمهور، فيما شهد تحالف الأمة عدة خلافات في وجهات النظر حول بعض المسائل التي تخص سياسات البلاد الخارجية ومستقبل تركيا.
ويرى محللو السياسية في تركيا أن تحالف الأمة تشكّل كردة فعل ومعارضة لشخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون توحّد في الأهداف والمبادئ الأساسية للأحزاب المنضوية تحت مظلته.
ومن أبرز الأمثلة التي تؤكد عدم وجود انسجام بين أحزاب تحالف الأمة، هي أن حزب الشعب الجمهوري يعارض تواجد القوات التركية في سوريا مثلا، بينما يدعم الحزب الجيد هذه الخطوة. وكذلك يسعى الشعب الجمهوري لتلميع صورة حزب الشعوب الديمقراطية الذي ينظر إليه الشارع التركي على أنه ممثل منظمة "بي كا كا" الإرهابية في البرلمان، بينما يعارض الحزب الجيد أي لقاء أو حوار مع هذا الحزب.
وفي الأونة الأخيرة أقدم زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي على خطوة فاجئت الجميع وباتت حديث الشارع التركي. حيث وجه دعوة إلى زعيمة الحزب الجيد ميرال أقشنر للعودة إلى حزبها القديم (الحركة القومية)، وحظيت هذه الدعوة بترحيب من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي تعليقه على الدعوة قال أردوغان: "إنني لا أرى في هذه الدعوة إلا كل خير، نحن نعتبر الحزب الجيد حزب وطني وقومي، ولا يليق بمثل هذا الحزب أن يكون ضمن تحالف يضم حزب الشعوب الديمقراطية ومن يغازلون الإرهابيين، فنحن نؤمن أن في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف".
وردا على هذه الدعوة قالت أقشنر إن نداء باهتشلي بالعودة إلى الحركة القومية ما هي إلّا لعبة أو مادة طرحها للإعلام، وأنه من غير الممكن حدوث هذا الأمر في ظل النظام الرئاسي.
لكن هل يستطيع الحزب الجيد الاستمرار ضمن تحالف الأمة، هذا هو السؤال الأساسي المطروح حاليا، سيما أن نقاط الخلاف بين مكونات تحالف الأمة، أكثر بكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بينهم.
إن احتمال انضمام الحزب الجيد إلى تحالف الجمهور يبدو ضعيفا رغم تأييد أردوغان هذه الخطوة، لأن الحزب الجيد يشترط التخلي عن النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني مع إجراء تعديلات تعزز قوتها وعملها.
وحدث مؤخرا أمر في تركيا أثار العديد من التساؤلات حول احتمال ظهور تحالف ثالث جديد، وهي الصورة التي نشرتها وسائل الإعلام في عرس نجل أحد النواب البرلمانيين السابقين عن حزب الحركة القومية.
وتظهر في الصورة زعيمة الحزب الجيد ميرال أقشنر وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ورئيس حزب الديمقراطية والنهضة علي باباجان ورئيس حزب الاتحاد الكبير مصطفى بستجي، جالسين على طاولة واحدة.
ومن المحتمل ظهور تحالف ثالث في تركيا مكون من الحزب الجيد والمستقبل والديمقراطية والنهضة، لأن الهدف الرئيسي لهذه الأحزاب هو العودة إلى النظام البرلماني والإصرار في مكافحة الإرهاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!