طه أوزهان - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
، لكن إذا كانت السياسة بالنسبة لهم ترتكز على مثل هذه القاعدة العبقرية، فالحل بيدهم، لا تزيدوا التوتر، حتى لا ترتفع نسبة التصويت لحزب العدالة والتنمية!
لكن في الحقيقة عند الحديث عن التوترات والأزمات، نجد أنّ أكثر المتضررين هم حزب العدالة والتنمية، ونجد أنّ مختلقي تلك الأزمات هم عبارة عن المعارضة، فلو نظرنا إلى ما جرى خلال العشر سنوات الماضية، بدءا من الكفاح المسلح الذي شنه حزب العمال الكردستاني مرورا بمحاولات الانقلاب والاغتيالات، ومحاولة ممارسة السياسة عبر الشارع، وانتهاء باستخدام الأحداث الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية، نستنتج أنّ كل تلك الأحداث منبعها الوقوف في وجه حزب العدالة والتنمية.
أسوء ما في الأمر، هو أنّ خطاب المعارضة يعتبر الشعب غبي ولا يستطيع التفكير، وهذا أساس التوتر الذي يحصل، فهم يحاولون استفزاز مشاعر المواطنين، وزرع أفكار ومعلومات غير حقيقية في عقولهم، ويعتقدون أنهم نجحوا في تحويل ذلك إلى قناعة لدى الشعب، لكنهم في النتيجة يحصدون فشلا ذريعا، ثم يرجعون ذلك لجهل الشعب.
نحن لا نستغرب من هذا الأسلوب الذي يفتقر إلى الذكاء وإلى الأخلاق، فبناء سياسة مبنية على التوتر مع الحكومة والنظام الحاكم، هي سياسة فاشلة، فلو نظر هؤلاء بصورة عقلانية إلى نتائج الانتخابات خلال قرن مضى، لوجدوا أنّ تلك الصفات تنطبق عليهم وليس على الشعب.
الحقيقة التي يراها الأعمى، هي أنّ حزب العدالة والتنمية كان يفقد نسبة من التصويت لتصل نسبة المصوتين له إلى ما يقارب 50% بعد كل أحداث التوتر التي يختلقونها، بمعنى أنّ النتائج تثبت تماما عكس ما يقولون، وأنّ العدالة والتنمية لا يرغب ولا يفضّل دخول انتخابات في أجواء من التوتر والاحتقان، لكن في المقابل تعتمد سياسة الحزب المؤسس حزب الشعب الجمهوري على إحداث توترات واحتقان داخل المجتمع، وهذا الأمر لم يؤثر بصورة سلبية على الشعب، بل بالعكس، الشعب يصبح أكثر إدراكا لحقيقتهم ولأسلوبهم العقيم هذا.
أكثر سبب جعل حزب العدالة والتنمية يتجاوز هذه الأزمات وهذه التوترات هو عدم تقديمه تنازلات سياسية، فهو يستطيع التمييز بين العدو والصديق بصورة رائعة، فالمعارضة كانت تنتظر بعد كل أزمة أو توتر أنْ يقوم حزب العدالة والتنمية بالتسليم بالأمر الواقع والانسحاب من المشهد أو تقديم تنازلات، لكن ذلك قوبل بمقاومة سياسية حقيقية وجدية من قبل العدالة والتنمية، وكلما زادوا هم في إحداث توتر واحتقان، زاد العدالة والتنمية في قبضته وحُكمه، فمثلا حاولوا استغلال حدث مقتل النائب العام من أجل اتهام الحكومة وجهاز الاستخبارات بأنهم هم من يقفون وراء هذا الحدث، لكن ذلك يثبت الوضع المأساوي الذي وصلوا إليه.
هؤلاء الذين يعجزون عن تحليل عناصر قوة حزب العدالة والتنمية على صعيد المجتمع والسياسة، عليهم أنْ يدركوا أنّ استمرارهم باستخدام أساليب بعيدة عن السياسة لن تقودهم إلا إلى الهاوية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس