ترك برس
يعدّ تشييد أبراج الساعة في وسط المدن، من أبرز المعالم التي اعتاد العثمانيون على نشرها في بقاع إمبراطوريتهم، حيث لا زالت شامخة حتى يومنا هذا في قلب العديد من المدن داخل تركيا وحول العالم.
ولا تكاد تخلو مدينة حكمها العثمانيون يوماً ما، من أبراج الساعة التي تعلو من قلب تلك المدينة، كما هو الحال في العديد من البلدان العربية أيضاً، ولا سيما مدن بلاد الشام التي تضم سوريا، وفلسطين، والأردن ولبنان.
كما نالت بلدان البلقان وأوروبا الشرقية التي خضعت سابقاً لحكم الدولة العثمانية، نصيبها من هذه المعالم التي ترمز اليوم إلى الحقبة العثمانية، كما هو الحال في العاصمة الألبانية تيرانا.
ويعد برج الساعة في تيرانا، أحد أبرز معالم المدينة، حيث بني قبل قرنين في العهد العثماني، ويجذب اليوم الاهتمام إلى جانب العديد من المعالم التاريخية والمباني المميزة من فترات مختلفة.
ومن بين هذه المعالم الأثرية من العهد العثماني مسجد أدهم باي، وبرج الساعة، وجسر طبقلار، والعديد من المنازل الفريدة، وجميعها تحت حماية الدولة.
وبدأت أعمال تشييد برج الساعة العثماني عام 1822 وهو يقع بجانب مسجد أدهم باي، فيما انتهت أعمال بناء البرج في 1830، حيث يبلغ طوله 30 مترا.
ومع أعمال ترميم البرج في 1928 ارتفع طوله إلى 35 مترا.
لا يزال البرج - رغم الترميم- يحافظ على هيكله الأصلي بالطراز العثماني مع بعض الاختلافات بعد الترميم، ومنها سقف وشرفة على طراز البندقية.
وفي أعلى البرج وضعت 4 ساعات على الجهات الأربع من البرج.
ويظهر برج الساعة أيضاً في شعار بلدية تيرانا.
وفي الداخل التركي، لا تكاد تخلو ولاية أو مدينة تركية أيضاً من أبراج الساعة التاريخية التي باتت جزءاً أساسياً من مظاهر تلك المدن وثرائها التاريخي.
في إزمير غربي البلاد، شُيّد برج الساعة الكائن في ميدان قوناق عام 1901م، في إطار احتفالات الذكرى الـ 25 لاعتلاء السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، العرش.
برج الساعة الذي يبلغ ارتفاعه 25 متراً، عبارة عن بناء مثمّن الأضلاع مكوّن من 4 طوابق.
وإلى الجنوب وبالتحديد في أنطاليا، عاصمة تركيا السياحية، يعتلي برج الساعة التاريخي منطقة "قلعة قابيسي"، ليشكّل جزءاً أساسياً من هيئة المدينة ومظهرها العام.
في البداية، كان برج الساعة التاريخي بأنطاليا، على شكل برج فقط شُيّد خلال الحقبة الرومانية الشرقية، في القرن التاسع قبل الميلاد.
وفي بدايات القرن العشرين وخلال عهد السلطان عبد الحميد الثاني، تم تحويله إلى برج ساعة من خلال إضافة أحجار تاريخية إليه.
وبحلول عام 1942 تعرض إلى الدمار بسبب العواصف، ليتم ترميمه لاحقاً، وهو الآن على شكل برج مربع يبلغ ارتفاعه 14 متراً، وفقاً لتقرير نشرته "الأناضول."
أما في ولاية نيغدة (وسط)، يقع برج الساعة على قمة علاء الدين، حيث شُيّد بين عامي 1901 – 1902، تزامناً مع الذكرى الـ 25 لاعتلاء السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، العرش.
وبالتوجه إلى شمال شرقي البلاد، يبرز برج الساعة في ولاية أرضروم، حيث يعدّ من أقدم الآثار الإسلامية في المدينة.
في بادئ الأمر، شيد البناء التاريخي في أواسط القرن الـ 12 الميلادي، ليكون مأذنة لمسجد القلعة الداخلية، إلا أنه وبحلول عام 1881، أضيفت إليه ساعة ليتحول بذلك إلى برج ساعة.
الصرح التاريخي الذي استخدم سابقاً كبرج مراقبة أيضاً، يبلغ طوله 11.5 متراً.
أما في ولاية قيصري الكائنة وسط تركيا، يبرز برج الساعة الذي شيّد هو الآخر أيضاً بأمر من السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، عام 1906م. ويبلغ طول البرج التاريخي، 10 أمتار.
كما تحتضن ولايات تركية أخرى، أبراج الساعة التاريخية، كما هو الحال في يوزغاط (وسط)، وأدرنة (شمال غرب)، وطوقات (شمال) وبيلاجيك (شمال غرب).
وتشكّل أبراج الساعة المنتشرة في مختلف المناطق التركية، نموذجاً بارزاً للإرث التاريخي التركي، كما تعدّ من أكثر الآثار المعمارية لفتاً للانتباه في المدن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!