ترك برس
أظهرت دراسة بحثية جديدة أعدت بدعم من مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا، أن أغلبية السوريين الذين يعيشون في تركيا لا يرغبون في العودة إلى بلادهم، ختى لو انتهى النزاع المسلح الذي تشهده البلاد منذ عام 2011.
وقال مراد أردوغان ، خبير الهجرة والباحث في الجامعة التركية الألمانية في إسطنبول الذي ترأس الدراسة ، إن الدراسة أكدت أن : "الغالبية العظمى من السوريين ليس لديهم خطط للعودة إلى الوطن، وأن على الحكومة التركية مواجهة هذه المعضلة".
وأوضح خلال برنامج تلفزيوني أنه "في عام 2017، قال 16.7 بالمائة من السوريين الذين شملهم البحث السابق إنهم لا يفكرون في العودة إلى الوطن على الإطلاق. وفي عام 2019، ارتفعت هذه النسبة إلى 51.8 بالمائة ، وهي زيادة كبيرة للغاية".
وأشار إلى أن 30٪ آخرين من السوريين قالوا إنه حتى لو انتهت الحرب في سوريا ، فإنهم لن يفكروا في العودة إلا بشرط تشكيل حكومة تدعمهم.
وأشار أردوغان إلى أن "هذا يعني أنهم أيضًا لا يخططون للعودة إلى وطنهم. وبالتالي يمكننا أن نستنتج بوضوح أن الغالبية العظمى من السوريين موجودون هنا للبقاء ، حتى لو انتهت الحرب الأهلية في بلادهم".
ويعيش في تركيا أكثر من 4 ملايين لاجئ ، بينهم 3.6 مليون من سوريا ، وهو ما يجعلها مضيفا لأكبر عدد من اللاجئين في العالم منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا المجاورة في عام 2011.
وقال متين كوراباتير ، الخبير التركي البارز في شؤون اللاجئين ، لوكالة أنباء شينخوا الصينية ،إن الاستطلاع أظهر مرة أخرى أن هناك حاجة إلى جهد اندماج حقيقي من جانب الحكومة التركية لمعالجة هذه القضية المعقدة.
وأوضح كوراباتير ، رئيس مركز الأبحاث حول اللجوء والهجرة (Igamder) ، أن السوريين في تركيا تحت وضع الحماية المؤقتة وليسوا كلاجئين ، وهو ما يمنعهم من الاستفادة من الحقوق الأساسية في بلدهم المضيف.
وأشار إلى أنه "على مدار تسع سنوات حتى الآن ، قدمت تركيا الكثير للسوريين فيما يتعلق بالتعليم والاحتياجات الأخرى ، ولكن القليل جدًا فيما يتعلق بالاندماج الاجتماعي لهؤلاء الأشخاص الذين سيبقون في تركيا لفترة زمنية غير متوقعة".
وحث الخبير السلطات التركية على وضع خطط للسماح للجالية السورية ، التي تُركت في طي النسيان ، بمشاركة نفس الحقوق مع الأتراك ، مثل الوصول إلى العمل والمحاكم القانونية ، باستثناء الحقوق السياسية.
وأضاف أن: "كل الاستطلاعات التي أجريت في تركيا تشير إلى هذه الحقيقة. وعلى تركيا بذل المزيد من الجهود لإدماج السوريين في المجتمع التركي رغم العديد من التحديات ورغم الجدل الساخن حول هذا المفهوم المثير للجدل".
وقال كوراباتير أيضًا إن تفشي فيروس كورونا المستجد في تركيا أدى إلى تضخيم وتفاقم نقاط الضعف الموجودة مسبقًا بين السوريين ، مثل الدخل المفقود ونقص التغذية المناسبة وارتفاع نفقات المعيشة.
وبحسب الدراسة ، فإن ما يقرب من 70 بالمائة من السوريين يعملون بشكل غير قانوني.
وتقدم تركيا علاج COVID-19 مجانًا لجميع مواطنيها واللاجئين على حد سواء. ومع ذلك ، لا توجد بيانات صحية رسمية عن السوريين أو مجتمعات اللاجئين الأخرى مثل العراقيين والإيرانيين والأفغان.
وقال محمد ، وهو سوري من حمص في شمال سوريا ، يعيش ويعمل في العاصمة أنقرة منذ أكثر من خمس سنوات ، إن "قلبه في سوريا" ، لكنه جعل تركيا وطنه مع أسرته المكونة من خمسة أفراد".
وقال محمد الذي طلب عدم الكشف عن هويته ، لوكالة أنباء شينخوا :" إنه حتى لو انتهت الحرب اليوم في سوريا ، فسوف يستغرق الأمر سنوات عديدة لإعادة بناء البلاد لجعلها صالحة للعيش.
وأضاف: "أطفالي يذهبون إلى المدارس التركية ونحن سعداء لوجودنا هنا رغم الصعوبات وقلوبنا هناك في سوريا، لكننا لا نخطط للعودة بعد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!