ترك برس
لم يُخطئ وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عندما قال في تصريحات صحفية إن الهدف الأساسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من دعم اليونان في قضية شرق البحر الأبيض المتوسط، هو "هدف تجاري".
وشدّد أكار قبل أسبوع على أن هذا الهدف التجاري لماكرون، يتمثل في بيع مقاتلات وسفن حربية من أجل دعم اقتصاد فرنسا بأموال اليونانيين، فضلًا عن التغطية على تراجع الدعم له في المجتمع الفرنسي.
وأعرب وزير الدفاع التركي عن أمله في أن يرى الجار اليوناني الحقيقة في هذا الإطار، "فالشعب اليوناني واع ويجب أن يرى هذه الأمور وألا يكون أداة لعمليات ماكرون الذي يسعى لإنقاذ نفسه".
وبالفعل ، نجح ماكرون في تحقيق نتائج ملموسة من خلال التظاهر بدعم اليونان ضد تركيا، حيث قررت حكومة أثينا شراء 18 طائرة حربية من طراز "رافال"، بالإضافة إلى 4 فرقاطات، من باريس.
لكن ماكرون جاء مساء السبت طالبًا إجراء الحوار مع تركيا بشأن قضية شرقي المتوسط، في تغريدة نشرها باللغة التركية عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهي الأولى من نوعها.
وقال ماكرون في تغريدته: "بعثنا رسالة واضحة إلى تركيا في قمة أجاكسيو: دعونا نعيد فتح حوار مسؤول، بحسن نية، وبدون سذاجة، هذه الدعوة هي الآن أيضًا دعوة البرلمان الأوروبي، يبدو أنها قد سُمعت، فلنتقدم".
واستضافت مدينة أجاكسيو، وهي عاصمة إقليم جزيرة كورسيكا الفرنسية، قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الجنوبية، الأسبوع الماضي، لمناقشة التوتر بين تركيا واليونان شرقي المتوسط.
ومن المزمع أن تنعقد قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، يومي (24-25) سبتمبر/ أيلول الجاري، لمناقشة عدة ملفات، بينها شرقي المتوسط.
وبعد ساعات من تغريدة ماكرون، نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تغريدات عبر حسابه تويتر، تتضمن ردًا غير مباشر على دعوة الرئيس الفرنسي.
وقالأردوغان: "نعتزم الاستماع إلى كل دعوة صادقة، وإعطاء الدبلوماسية أكبر مساحة ممكنة، وحل المشكلات التي يمكن أن يكون فيها الجميع رابحا من خلال الحوار".
وأضاف الرئيس التركي: "سنواصل الدفاع حتى النهاية عن كل قطرة ماء وشبر أرض من بلادنا". حسب وكالة الأناضول التركية.
وأشار إلى أن الجمهورية التركية دولة لها تاريخ قديم وجذور تمتد لألفي عام، وأن بلاده تقود جميع المراحل التي تمر بها عبر التعامل معها بطريقة حكيمة وناضجة، دون الاهتمام بالاستفزازات المستمرة، والوقوع في العقد.
ويرى المفكر والعالم السياسي الفرنسي، شارل سان برو، إن رئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، مخطئ بدعمه اليونان ومعاداته تركيا في منطقة شرقي البحر المتوسط.
وأضاف سان برو، وهو مدير عام مرصد باريس للأبحاث الجيوسياسية، في حوار مع وكالة الأناضول، أن ماكرون بعيد عن تمثيل فرنسا، واصفا مواقفه الأخيرة حول التوتر في شرقي المتوسط بـ"الخطيرة".
استبعد سان برو أن تندلع مواجهة مسلحة بين تركيا وفرنسا، مبينا أن "مواقف ماكرون في هذا الإطار تثير الضحك لدى واشنطن ولندن وبرلين. هذه عواصم هامة. والعالم الغربي لا يفهم طبيعة مواقف ماكرون."
وتشهد هذه المنطقة توترا بسبب مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية الجانب، للحفاظ على حقوقه في المنطقة.
ودأب ماكرون، مؤخرا، على معاداة تركيا وتوجيه اتهامات لها فيما يخص النزاع القائم بين أنقرة وأثينا حول شرقي المتوسط، متناسيا عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وامتلاكها لأطول ساحل بين البلدان المطلة على البحر المتوسط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!