ترك برس
استأنف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، توجيه اتهاماته لتركيا، مع اندلاع الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، على جبهة إقليم "قره باغ"، بعد أن انتهج السلوك نفسه في الأزمة الليبية والتطورات الجارية في شرقي البحر المتوسط.
ودأب ماكرون، مؤخرا، على معاداة تركيا وتوجيه اتهامات لها فيما يخص النزاع القائم بين أنقرة وأثينا، متناسيا عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وامتلاكها لأطول ساحل بين البلدان المطلة على البحر المتوسط.
واتهم الرئيس الفرنسي تركيا بأنها تمارس دعاية لأذربيجان مولعة بالحرب، وتزيل أي عقبات أمامها لما وصفه بـ "احتلال قره باغ" من جديد، مؤكدا أن بلاده لن تقبل بذلك.
لكن ماكرون أضاف أنه ليس لديه دليل في المرحلة الحالية على مشاركة تركية مباشرة. وقال في مؤتمر صحفي في لاتفيا إنه تحدث إلى قادة أذربيجان وأرمينيا ودعاهم لوقف إطلاق النار، وأشار إلى أنه سيناقش القضية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.
في المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأربعاء، إن تضامن الرئيس الفرنسي مع أرمينيا يعني دعمه للاحتلال.
وأضاف تشاووش أوغلو، في مقابلة إعلامية، أن تركيا لم تتبع سياسة معادية لفرنسا، لكنها انتقدت مرارا سياسات باريس الخاطئة.
وأشار إلى فرنسا بدأت باتباع سياسات مناهضة لتركيا في كافة المحافل الدولية، بعد بدء أنقرة بمكافحة تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي في سوريا.
وجدد وزير الخارجية التركي، دعم بلاده الكامل لأذربيجان، سواء على مائدة التفاوض أو في ميدان القتال.
ومضى قائلا "إذا كانت المسألة ستحل بشكل دبلوماسي، فسندافع وسنواصل الدفاع عن حقوق أذربيجان على طاولة المفاوضات، وإذا كانت ترغب في حل المسألة على الأرض، فسنقف بكل إمكاناتنا إلى جانبها وسنقوم باللازم إذا تقدمت أذربيجان بأي طلب بهذا الخصوص، لكننا نرى الآن أنها تملك القدرة الكافية للقيام بهذا وحدها".
وشدد الوزير التركي على أن أرمينيا لم تكن لتتجرأ بهذا الشكل لو لم تحصل على دعم من دول غربية، ومن روسيا.
والأحد، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردا على العدوان، نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، الأحد، مشاهد توثق تدمير قواتها مستودع ذخائر للجيش الأرميني.
وتحتل أرمينيا، منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!