ترك برس-الأناضول
أعلن معهد "يونس إمره" الثقافي التركي في بيروت، أن أكثر من 5500 لبناني، اشترك في دورات تعلم اللغة التركية عبر الإنترنت (أونلاين)، منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال مدير المعهد إبراهيم فرقان أوزدمير، إن "عدد المشتركين تضاعف بعد إطلاق دورات تعليم اللغة التركية عبر الإنترنت، للتغلب على تعليق التعليم الحضوري في لبنان، ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا".
وتأتي الزيادة في عدد المتعاملين مع المعهد، رغم تأكيد أوزدمير، في مقابلة مع الأناضول، أنه "تم إيقاف كافة الأنشطة الثقافية للمركز (الحضورية)، بسبب جائحة كورونا، واعدا بمواصلة تطوير المشاريع والأنشطة للالتقاء مع اللبنانيين الذين يحبون تركيا".
واستأنف معهد "يونس إمره" في بيروت، دروس اللغة التركية المجانية "عبر الإنترنت"، أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أن توقفت على خلفية فيروس كورونا.
وحتى مساء الخميس، سجل لبنان 89 ألفا و185 إصابة بفيروس كورونا، بينها 683 وفاة، و47 ألفا و667 حالة تعاف، وفق وزارة الصحة.
** 9 سنوات
"نجح معهد يونس إمره، في تدريس اللغة التركية، لآلاف اللبنانيين على مدى 9 سنوات، في 25 فرع بمختلف المناطق اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب، مرورا ببيروت، والبقاع شرقي البلاد" بحسب أوزدمير.
وامتدادا لهذا العمل، قال أوزدمير: "أعلن المعهد، الذي يحظى بشراكة مع وزارة التربية اللبنانية، عن دورات مجانية لتعلم اللغة التركية عبر الإنترنت في لبنان، منذ فترة، كما فعل في أكثر من بلد".
وفوجئ القائمون على المعهد، وفق أوزدمير، بـ"تقدم 5 آلاف و500 شخص، لتعلم اللغة التركية عبر الإنترنت، وذلك في وقت قصير، ربما أسبوعين".
وأوضح أن "إدارة المعهد، قسمت المتقدمين إلى دفعتين، على أن تستمر الدفعة الواحدة شهر ونصف"، واستطرد: "الدفعة الأولى تشمل 3000 متدرب، انتهت هذا الأسبوع، على أن تبدأ الدفعة الثانية، وتشمل 2500 متدرب، الأسبوع المقبل".
وذكر أن تلك الدورات "تستهدف الوقوف إلى جانب اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة، وتوطيد العلاقات بين الشعبين التركي واللبناني، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت".
وفي 4 أغسطس/ آب الماضي، وقع انفجار المرفأ، مخلفا 192 قتيلا، وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل وخسائر تتجاوز 15 مليار دولار، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
** زيادة المستفيدين
وعن فوائد تلك الدورات، ذكر أوزدمير: "لقد أتيحت لنا فرصة الوصول إلى الطلاب من المناطق التي لا يتوفر فيها فرع للمركز في لبنان، من خلال مشروع الدورات التدريبية عبر الإنترنت".
هذا النجاح والانتشار الواسع لعمل المركز عبر الإنترنت، ضاعف الطلبات من المناطق التي لا يستطيع المعهد إرسال معلمين إليها، وهو ما يكشف، وفق أوزدمير، أن "الاهتمام بالدورات التركية تحقق بشكل يتجاوز توقعات القائمين على المعهد".
ولتحقيق الانضباط بقواعد التباعد الاجتماعي والتعليم عن بعد وفقا للقرارات اللبنانية، قال أوزدمير إن "المركز يتابع بنجاح، هذه الدورات مع معلميه في لبنان، عبر برنامج خاص على الإنترنت".
وأشار أوزديميز، إلى أنه "في لبنان، تضاعف تأثير الأزمة الاقتصادية مع انتشار كورونا، وكان للتعليم نصيبه مثل العديد من القطاعات الأخرى، لكننا سعداء للغاية، خاصة أننا جمعنا عدد كبير من اللبنانيين لتعلم اللغة التركية".
ويعاني لبنان منذ شهور، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990)، واستقطابا سياسيا حادا.
** اهتمام بتركيا
وقال أوزدمير، الاقبال يرجع إلى أن "اللبنانيين يحبون تركيا، لا سيما أنهم يتابعون مسلسلاتها، إضافة إلى أن وجهتهم السياحية الأولى هي تركيا".
ولا يقتصر الاهتمام بتعلم التركية على اللبنانيين المقيمين في داخل البلاد فقط، فوفق مدير المعهد، فإن كثيرا من المغتربين حول العالم من مختلف الطوائف والمكونات اللبنانية، حريصون على تعلم التركية".
وذكر أوزدمير، أنه "عندما تسأل أي لبناني هل زرت تركيا؟ يبتسم ويجيبك: كنت في أسطنبول الأسبوع الماضي، أو أذهب أسبوعيا إلى أنطاليا، سواء للتجارة أو السياحة".
و"يونس إمره" وقف تأسس، بهدف التعريف بتركيا ولغتها وتاريخها وثقافتها وفنونها، وزيادة التبادل الثقافي بين تركيا والدول الأخرى، وتوطيد أواصر الصداقة معهم.
ويقدم المعهد أنشطة في مجال تعليم اللغة التركية لغير الناطقين بها وثقافتها وفنونها، في المراكز الثقافية خارج تركيا، ويتبع للمعهد، الذي يرجع تاريخ نشأته إلى 2009، أكثر من 56 مركزا ثقافيا حول العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!