ترك برس-الأناضول
اليوم الأحد، ذكرى مرور 174 عاما على رحيل الملحن الكبير حمامي زادة إسماعيل دده أفندي أحد أبرز عباقرة التلحين في التراث التركي والذي وافته المنية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1846 بمكة المكرمة.
ولد "إسماعيل دده أفندي" بمنطقة "شيخ زاده باشي" بإسطنبول في 9 يناير/ كانون الثاني 1778، المصادف لعهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول.
ويعرف "إسماعيل دده أفندي" داخل الأوسط الفنية التركية بـ "الدرويش إسماعيل" و"دده (الجد)" و"دده أفندي" و"حمامي زاده إسماعيل دده أفندي".
وأطلق والده سليمان عليه اسم "اسماعيل" لمولده في عيد الأضحى، ولاحقا لقب بـ"حمامي زاده" لتشغيل والده عددا من الحمامات الشعبية في إسطنبول.
-اختياره كبيرا للمنشدين في مدرسته
بدأ إسماعيل دراسته الابتدائية في مدرسة "تشماشيرجي" عام 1786، وخلال فترة قصيرة، جذب انتباه الجميع بفضل موهبته وجمال صوته ليتم انتخابه كبيرا للمنشدين في مدرسته.
ورغم صغر سنه، إلا أنه استطاع جذب انتباه الموسيقار محمد أمين أفندي الذي تولى تدريس الموسيقى لإسماعيل لمدة 7 سنوات.
وخلال فترة دراسته، استطاع إسماعيل تأليف المئات من الأعمال الموسيقية، قبل أن يبدأ العمل في دائرة المحاسبة الرئيسية بوزارة المالية ككاتب مساعد.
وخلال فترة وظيفته، بدأ إسماعيل بحضور دروس المولوية للأستاذ "الشيخ علي نُطقي دده" لمدة 7 سنوات.
وبعد تعلم العزف على الناي، انضم إسماعيل إلى الطريق المولوية التي اشترطت عليه الاستقالة من وظيفته والدخول في "خلوة" بتاريخ 3 حزيران/ يونيو 1798.
وخلال خلوته، ألّف إسماعيل أول أغنية إنشادية له نالت شهرة واسعة في الأوسط الموسيقية بإسطنبول، وعندما سمع السلطان سليم الثالث باسمه، استدعاه إلى قصره وطلب منه إلقاء الأغنية الإنشادية مرة أخرى، وحين أنشدها طلب منه السلطان الانضمام إلى الفرقة الموسيقية الخاصة بالقصر.
- حصل على لقب "دده" في 1799
بعد عمل أداه أمام السلطان سليم الثالث، شارك إسماعيل دده أفندي في الحفلات المقامة بالقصر.
وفي عام 1799 حصل الملحن الكبير على لقب "دده"، ثم على لقب "مولوي" في عمر الـ 21، ثم استقر في الركن المخصص له في "مولوية يني قابي"، وذاع صيته في كافة أرجاء إسطنبول.
كما أثار لحن "حجاز نقش" أصداء واسعة في البلاد، حيث إن الملحن استدعي إلى القصر مجددا، وكلّف بالمشاركة في جوقة العازفين أمام السلطان.
بعدها بدأ دده أفندي في إعطاء دروس على طريقة أندورن، مقامات كانت معروفة في العصر العثماني.
وفي عام 1802 تزوج إسماعيل دده أفندي من السيدة "نازلي فر هانم، وأنجب ولدين و3 بنات.
وفي 1804 فقد إسماعيل دده أفندي، معلمه "علي نطقي دده" الذي كان يكن له كل الحب والاحترام، وبعده بعام واحد فقد ابنه ذي الثلاثة أعوام.
كما فقد والدته في 1808، ثم فقد ابنه الآخر في 1810، وقد أعرب عن حزنه العميق بخسارة ولده في لحن رثاه به.
وتلقى "إسماعيل دده أفندي" المساعدة من السلطان العثماني "سليم الثالث"(تولى الحكم بين 1789 – 1807)، لتطوير مؤلفاته، إلا أنه ابتعد عن القصر بعد عزل "سليم الثالث" في 1807، وتولي السلطان "مصطفى الربع" مقاليد الحكم لمدة عام.
وعاد الملحن الكبير إلى القصر مجددا خلال حقبة السلطان "محمود الثاني" (1808- 1839)، التي تعد حقبته الفترة الأكثر إشراقًا وإنتاجًا في الحياة الفنية لـ "إسماعيل دده أفندي".
في عهد السلطان "عبد المجيد الأول"(1839 – 1861)، حافظ الملحن على مكانه في القصر، إلا أن حياته الفنية دخلت في مرحلة ركود بعد تأليفه عمله الذي يحمل اسم "طقوس فرحفيزة " عام 1839.
وبعد سنوات قليلة توجه "إسماعيل دده أفندي" مع اثنين من طلابه إلى بلاد الحرمين لأداء فريضة الحج، إلا أنه أصيب بمرض الكوليرا وهو في طريقه للحج. أنهى مناسك الحج وتوفي في مكة عام 1846 ودفن فيها.
وأهم ما يميز مؤلفات الملحن هو حفاظه على أسلوبه الكلاسيكي، حيث قدم أعمالاً ناجحة في القصر تحت رعاية السطانيين "سليم الثالث" و"محمود الثاني"، وأهدى بعضا من مؤلفاته لهم.
وإلى جانب كونه ملحنا، كان "إسماعيل دده أفندي" خطاطا جيدا، وكاتبا لقصائد باللغتين التركية والفارسية.
- قام بتأليف أكثر من 500 عملا موسيقا
ويعتبر "إسماعيل دده أفندي" واحدا من بين أكبر الملحنين في القرن التاسع عشر، حيث قام بتأليف أكثر من 500 عملا موسيقا طوال حياته الفنية، توزعت في المجال الديني وغيره.
ومن أبرز مؤلفاته: "حزّام"، و"صابا"، و"فرحفيزة مولوي"، و"راستكاري نوه"، و"بياتي" و"فرهانك"، و"ماهور"، و"سلطاني غاه".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!