ترك برس-الأناضول
بمجرد أن تطأ أقدام الزائرين "وادي إهلارا" في ولاية أقصراي وسط تركيا، ييشعرون بأنهم داخل "متحف مفتوح"، إذ يعج بالمواقع الأثرية والتاريخية وسط طبيعة خلابة تظللها ألوان الزهور الخريفية والأجواء الشتوية الساحرة.
ويستقطب "وادي إهلارا" سنويًا آلاف السياح المحليين والأجانب على مدار العام، لرؤية الكنائس المنحوتة في الصخور والوديان والسلاسل الجبلية، والآثار التاريخية التي تعود لمئات السنين.
ويبلغ طول الوادي، المعروف باسم "لؤلؤة كابادوكيا" نحو 18 كيلو مترا، ليكون أحد أطول الأخاديد الجبلية في العالم، فضلا عن كونه مركزا دينيا في العهود الأولى للمسيحية.
ويستضيف الوادي في موسمي الخريف والشتاء، السياح القادمين من بلدان الشرق الأقصى أبرزها ماليزيا، واليابان، والصين، وتايلاند، فيما يزوره خلال فصلي الصيف والربيع السياح من الدول الأوروبية والعربية وأمريكا الجنوبية.
ويمكن للسياح النزول إلى بطن الوادي الذي يشقه نهر "ملنديز"، بواسطة سلالم عالية، حيث يجمع بين دفتيه معالم تاريخية، بالإضافة إلى مناظر طبيعية خلابة ومميزة، الأمر الذي يتيح للسياح إمكانية التجول في أغوار التاريخ وسحر الطبيعة.
وعلى جانبي الطرق المؤدية إلى الكنائس والأديرة في الوادي تنتشر أكواخ خشبية رائعة الجمال لتكون محطات استراحة للزوار على نهر "ملنديز"، وسط الأشجار الخريفية الملونة، وصولا لبلدة "سليمة" التي شهدت قبل 1700 عام طقوسا مسيحية تعتبر من الأولى بالعالم.
كما يقدم "وادي إهلارا" لعشاق زيارته على مدار العام، مناظر طبيعية تخطف الألباب في رحلة يتمازج فيها سحر الطبيعة مع عبق التاريخ.
وفي تصريح للأناضول، تقول السائحة المصرية، شيماء مصطفى، إنها جاءت إلى تركيا لزيارة منطقة كابادوكيا ووادي إهلارا.
وأشارت مصطفى أنها استمتعت كثيرًا خلال زيارتها لهذا الموقع الساحر.
وأوضحت: "وادي إهلارا له طبيعة مميزة وخلابة، قضيت فيه يومًا جميلًا وممتعًا، من خلال إجراء جولات بين الوديان والجبال التي تحتضن العديد من الآثار التاريخية".
وأضافت مصطفى "زوار وادي إهلارا يمكنهم أن يعيشوا أجواء الخريف الحقيقية التي تتميز بتساقط أوراق الشجر المتدرجة في الألوان بين الأصفر والأحمر والبرتقالي".
وتابعت: "ليس من الممكن رؤية هذه الألوان في مكان آخر في هذا الموسم بالعالم، يظل وادي إهلارا هو الأكثر جمالًا".
بدوره، أعرب السائح الصربي ميلوس لالوفيتش، للأناضول، عن إعجابه بوادي إهلارا الذي يزوره للمرة الأولى.
وأوضح لالوفيتش: "وادي إهلارا مكان رائع يستحق الزيارة أكثر من مرة".
وتابع: "لقد أعجبت بشكل خاص بالكاتدرائيات التاريخية الموجودة في الوادي. سأعود لزيارة هذه المنطقة مرات أخرى".
واختتم حديثه قائلا: "التاريخ والطبيعة هنا متداخلان. قمنا بزيارة أماكن رائعة. يجب على الجميع زيارة هذا الموقع الساحر ورؤية روعة المنازل والكنائس المنحوتة في الصخر. استمتعت بالسير بين الأوراق الأشجار الملونة المتساقطة".
ويبلغ عدد السياح القادمين إلى "وادي إهلارا" حوالي نصف مليون سنويا، وفقا لمعطيات وزارة السياحة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!